فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ » حق وباطل ولكل أهل فلئن أمر الباطل لقديما فعل ولئن قل الحق فلربما ولعل ولقلما أدبر شيء فأقبل ولئن رد عليكم أمركم أنكم سعداء وما علي إلا الجهد وإني لأخشى أن تكونوا على فترة ملتم عني ميلة كنتم فيها عندي
______________________________________________________
الرفع ، وأرادوا هائر ، وقال : هائر وهو مقلوب من الثلاثي إلى الرباعي كما قلبوا شائك السلاح شاكي السلاح ، وهورته فتهور وأنهار أي الهدم.
قوله عليهالسلام : « حق وباطل » أي في الدنيا أو هنا أو بين الناس حق وباطل.
قوله عليهالسلام : « فلئن أمر الباطل » أي كثر قال الفيروزآبادي (١) : أمر كفرح أمرا وأمرة : كثر.
قوله عليهالسلام : « فلقديما فعل » أي فو الله لقد فعل الباطل ذلك في قديم الأيام أي ليس كثرة الباطل ببديع ، حتى تستغرب أو يستدل بها على حقية أهله.
قوله عليهالسلام : « ولئن قل الحق فلربما » أي فو الله كثيرا يكون الحق كذلك « ولعل » أي لا ينبغي أن يؤيس من الحق لقلته ، فلعله يعود كثيرا ، بعد قلته وعزيزا بعد ذلته.
قوله عليهالسلام : « ولقلما أدبر شيء فأقبل » لعل المراد أنه إذا أقبل الحق وأدبر الباطل فهو لا يرجع ، إذ رجوع الباطل بعد إدباره قليل. أو المراد بيان أن رجوع الحق إلينا بعد الأدبار أمر غريب ، يفعله الله بفضله ولطفه وحكمته ، أو المراد بيان أنه لا يرجع عن قريب ، بل إنما يكون في زمان القائم عليهالسلام.
قوله عليهالسلام : « ولئن رد إليكم أمركم » أي في هذا الزمان.
قوله عليهالسلام : « وما علي إلا الجهد » أي بذل الطاقة ، قال الجوهري (٢) : الجهد والجهد : الطاقة ، وقرئ « وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ » (٣) و ( جهدهم » قال الفراء : الجهد بالضم الطاقة ، والجهد بالفتح من قولك أجهد جهدك في هذا الأمر أي أبلغ غايتك ، ولا يقال أجهد جهدك والجهد : المشقة.
قوله عليهالسلام : « أن تكونوا على فترة » قال في النهاية (٤) : في حديث ابن مسعود
__________________
(١) القاموس المحيط : ج ١ ص ٣٦٥.
(٢) الصحاح ج ١ ص ٤٥٧.
(٣) سورة التوبة : ٧٩.
(٤) النهاية ج ٣ ص ٤٠٨.