قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وشر الروي روي الكذب وشر الأمور محدثاتها وأعمى العمى عمى القلب وشر الندامة ندامة يوم القيامة وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المآكل أكل مال اليتيم وأحسن الزينة زينة الرجل هدي
______________________________________________________
جعفر بن محمد : « هذا قول رسول الله » ورواه في الفقيه (١) أيضا بسند حسن هكذا قوله صلىاللهعليهوآله : « الشقي من شقي في بطن أمه » أي الشقي هو من علم الله أنه يكون في عاقبة أمره شقيا ، وإن كان بحسب ظاهر أحواله في أكثر عمره عند الناس سعيدا ، قوله صلىاللهعليهوآله : « وأكيس الكيس التقي » الظاهر أنهما مصدران ، وإسناد الكيس إلى الكياسة إسناد مجازي ، ويمكن أن يقرأ الكيس بتشديد الياء ، وكذا التقي بتشديد الياء على وزن فعل ، أي أكيس الأكياس المتقي ، والأول أظهر بقرينة الفقرة الثانية.
قوله صلىاللهعليهوآله : « أعمى العمى » ظاهره بناء اسم التفضيل من العيوب الظاهرة ، وهو خلاف القياس ، وهو يستقيم على غير جهة التفضيل أيضا كما لا يخفى ، وإن بعد ، وأما الأحمق فيصح بناء التفضيل منه ، لأنه من العيوب الباطنة.
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وشر الروي روي الكذب » لعله من الروية بمعنى التفكر أو من الرواية ، والروي : الشرب التام كما ذكره الفيروزآبادي (٢) ، أي شر الارتواء الارتواء من الكذب ، وكثرة سماعه ، وفي كتابي الصدوق (٣) وشر الرواية رواية الكذب وهو أظهر ، وفي روايات العامة شر الروايا روايا الكذب ، قال الجزري (٤) : في حديث عبد الله « شر الروايا روايا الكذب » هي جمع روية ، وهو ما يروي الإنسان في نفسه من القول والفعل ، أي يزور ويفكر ، وأصلها الهمزة. يقال : روأت في الأمر وقيل : هي جمع راوية للرجل الكثير الرواية ، والهاء للمبالغة ، وقيل : جمع رواية أي الذين يروون الكذب ، أو تكثر رواياتهم فيه.
قوله : « وشر (٥) الخطايا » الحمل للمبالغة ، وفي الفقيه (٦) : وشر المخطئين ، وهو أظهر ، قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وشر الكسب كسب الزنا (٧) » وفي الكتابين (٨) « الربا » بالراء المهملة والباء.
__________________
(١ و ٣ و ٦ و ٨) من لا يحضره الفقيه : ج ٤ ص ٢٨٨. وفيه « وأعظم المخطئين ».
(٢) القاموس المحيط. ج ٤ ص ٣٣٧ « ط مصر ».