.................................................................................................
______________________________________________________
مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ » (١) لأنه ظاهرا مختص بذوي الحياة ، ولا يشمل كل شيء.
قوله عليهالسلام : « فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء » يدل على أن الأرض مخلوق من زبد البحر ، وقد دلت عليه أخبار كثيرة (٢) ، منها ما رواه الصدوق في خبر الشامي « أنه سأل أمير المؤمنين مم خلقت الأرض؟ قال : من زبد الماء » (٣) وروى علي بن إبراهيم (٤) في تفسيره أنه قال أبو عبد الله عليهالسلام لأبرش الكلبي : « يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء ، والماء على الهواء ، والهواء لا يحد ، ولم يكن يومئذ خلق غيرهما ، والماء يومئذ عذب فرات ، فلما أراد أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا فجمعه في موضع البيت ، ثم جعله جبلا من زبد ، ثم دحى الأرض من تحته ، فقال الله تبارك وتعالى : « أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً » (٥) وفي تفسير علي بن إبراهيم فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد ، وجعل يثور دخانه في الهواء ، فلما بلغ الوقت الذي أراد : قال للزبد : اجمد فجمد ، وقال للموج : اجمد فجمد ، فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبالا رواسي للأرض (٦). قوله عليهالسلام : « حتى ثار من الماء دخان » يدل على أن السماوات خلقت من الدخان كما هو ظاهر قوله تعالى : « ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ » (٧) ويدل عليه خبر الأبرش (٨) حيث قال له أبو عبد الله عليهالسلام : ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء ، فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار فخلق منه السماء ، وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر ، فأجراهما في الفلك وكانت السماء خضراء
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٣٠.
(٢) بحار الأنوار : ج ٧٥ ص ٨٦ ـ ٨٧ ح ٧١ ـ ٧٣.
(٣) عيون أخبار الرضا : ج ١ ص ٢٤١.
(٤ و ٨) تفسير القمّيّ : ج ٢ ص ٦٩.
(٥) آل عمران : ٦٩.
(٦) تفسير القمّيّ : ج ١ ص ٣٢٢.
(٧) فصّلت : ١١.