( الينبوع الثاني )
في بيان فضل القرآن وحامله وفضل بعض الآيات والسور
وهو يشتمل على سواقي :
( الساقية الأولى )
في فضل القرآن
روي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم انّه قال : ... عليكم بالقرآن فانّه شافع مشفّع ، وماحل مصدّق ، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدلّ على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل ، وبيان ، وتحصيل ، وهو الفصل ليس بالهزل ، وله ظهر وبطن ، فظاهره حكم وباطنه علم.
ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، له نجوم وعلى نجومه نجوم (١) ، لا تحصى عجائبه ، ولا تبلى غرائبه ، فيه مصابيح الهدى ، ومنار الحكمة ، ودليلٌ على المعرفة لمن عرف الصفة ، فليجل جال بصره ، وليبلغ الصفة نظره.
ينج من عطب (٢) ، ويتخلص من نشب ، فإنّ التفكر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص (٣).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : القرآن هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة
____________
١ ـ اي الأئمة عليهمالسلام الذين عندهم علوم القرآن ( منه رحمه الله ).
٢ ـ العطب : الهلاك.
٣ ـ الكافي ٢ : ٥٩٩ ضمن حديث ٢ ـ الوسائل ٤ : ٨٢٨ ح ٣ باب ٣.