ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عزّوجلّ ، فإنّ الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شيء يعطيه به خيراً أو يصرف به عنه سوءاً الاّ بطاعته وابتغاء مرضاته.
انّ طاعة الله نجاح كلّ خير يبتغى ، ونجاة من كلّ شرّ يتقى ، وانّ الله يعصم من أطاعه ولا يعتصم منه من عصاه ، ولا يجد الهارب من الله مهرباً فإنّ أمر الله نازل باذلاله ولو كره الخلائق (١).
انّ الله تعالى قد مدح أمير المؤمنين عليهالسلام وخواصه بأنّهم يجاهدون في سبيله ولا يخافون في الله لومة لائم.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا تأخذكم في الله لومة لائم ، يكفكم الله من أرادكم وبغى عليكم (٢).
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام انّه قال : من حقّر مؤمناً مسكيناً أو غير مسكين لم يزل الله عزّوجلّ حاقراً له ماقتاً حتى يرجع عن محقرته اياه (٣).
وقد مضت بعض أحايث هذا الموضوع وستذكر بعضها ، وما قاله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الناس كلّهم حمقى في دينهم ، عقلاء في دنياهم » يمكن أن يكون المراد أغلب الناس ، أو يكون المراد من لفظ الناس أهل الدنيا.
__________________
١ ـ البحار ٧٣ : ٣٩٤ ح ١٠ باب ١٤٢ ـ عن أمالي الصدوق.
٢ ـ البحار ٧٣ : ٣٦٠ ح ٣ باب ٨٩ ـ عن أمالي الطوسي.
٣ ـ الكافي ٢ : ٣٥١ ح ٤.