يوهم معاني الكفر فلنرجع إلى نقل الأخبار في وصف حاملي القرآن.
روي بسند معتبر عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام انّه قال : قرّاء القرآن ثلاثة : رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة ، واستدرّ به الملوك ، واستطال به على الناس ، ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه ، وضيّع حدوده ، وأقامه اقامة القدح ، فلا كثّر الله هؤلاء من حملة القرآن.
ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فأسهر به ليله ، وأظمأ به نهار ، وقام به في مساجده ، وتجافى به عن فراشه ، فباولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء ، وباولئك يديل الله عزّوجلّ من الأعداء ، وباولئك ينزّل الله عزّوجلّ الغيث من السماء ، فوالله لهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الأحمر (١).
وروي بسند معتبر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انّه قال : انّ أحق الناس بالتخشّع في السر والعلانية لحامل القرآن ، وانّ أحقّ الناس في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن ، ثم نادى بأعلى صوته : يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ، ولا تعزّز به فيذلّك الله ، يا حامل القرآن تزيّن به لله يزيّنك الله به ولا تزيّن به ، للناس فيشينك الله به.
من ختم القرآن فكأنّما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنّه لا يوحي إليه ، ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه ، ولا يغصب فيمن يغضب عليه ، ولا يحدّ فيمن يحدّ ، ولكنّه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ، ومن أوتي القرآن فظنّ أنّ أحداً من الناس أوتي أفضل ممّأ أوتي فقد عظّم ما حقّر الله ، وحقّر ما عظّم الله (٢).
__________________
١ ـ الكافي ٢ : ٦٢٧ ح ١ باب النوادر ـ الوسائل ٤ : ٨٣٦ ح ٣ باب ٨.
٢ ـ الكافي ٢ : ٦٠٤ ح ٥ باب فضل حامل القرآن ـ الوسائل ٤ : ٨٣٥ ح ١ باب ٨.