[ قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأبي ذر رحمهالله ] :
يا أباذر انّ الله عزّوجلّ عند لسان كلّ قائل ، فليتق الله امرؤ ، وليعلم ما يقول.
يا أباذر اترك فضول الكلام ، وحسبك من الكلام ما تبلغ به حاجتك.
يا أباذر كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكلّ ما يسمع.
يا أباذر ما من شيء أحقّ بطول السجن من اللسان.
لقد مرّ الكلام سابقاً في فضل السكوت وترك الكلام الباطل ، وما قاله صلىاللهعليهوآلهوسلم من أنّه كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما يسمع ، يمكن أن يكون المراد أنه لو نقله بجزم وقطع يكون كذباً فينبغي عند ارادة نقل حدث نسبته إلى قائله.
كما روي بسند معتبر عن أمير المؤمنين عليهالسلام انّه قال : إذا حدّثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدّثكم ، فإن كان حقّاً فلكم ، وإن كان كذباً فعليه (١).
ويحتمل أن يكون المراد بأنكم تصيرون كاذبين عند الناس ومشهورين به وإن نسبتموه إلى قائله حتى تتخلّصوا من الكذب ، لكن من كثر تحدّثه وظهر الكذب منه لا يعتمد على كلامه.
ويحتمل أن يكون المراد انكم إذا نقلتهم شيئاً اُذكروا مأخذه ، ولا تنقلوا عمّن لا يعتمد على كلامه ، فإنّ سماع الكلام الذي لا أصل له ونقله يكون بمنزلة الكذب في القباحة والشناعة ، والله العالم.
__________________
١ ـ البحار ٢ : ١٦١ ح ١٥ باب ٢١ ـ عن منية المريد.