يروّحه حتى انتبه ، فلما انتبه قال له أبو عبدالله عليهالسلام : يا فلان والله ما ذاك لك تنام الليل والنهار ، لك الليل ولنا منك النهار (١).
وروي انّه دخل سفيان الثوري على الصادق عليهالسلام فرآه متغيّر اللون فسأله عن ذلك ، فقال : كنت نهيت أن يصعدوا فوق البيت ، فدخلت فاذا جارية من جواريّ ممّن ترّبي بعض ولدي قد صعدت في سلّم والصبيّ معها ، فلمّا بصرت بي ارتعدت وتحيّرت وسقط الصبيّ إلى الأرض فمات ، فما تغيّر لوني لموت الصبيّ وانّما تغيّر لوني لما أدخلت عليها من الرعب ، وكان عليهالسلام قال لها : أنت حرّة لوجه الله لا بأس عليك مرّتين(٢).
وروي انّه نام رجل من الحاج في المدينة فتوهّم انّ هميانه سرق ، فخرج فرأى جعفر الصادق عليهالسلام مصلّياً ولم يعرفه ، فتعلّق به وقال له : أنت أخذت همياني ، قال : وما كان فيه؟ قال : ألف دينار.
قال : فحمله إلى داره ووزن له ألف دينار ، وعاد إلى منزله ووجد هميانه فعاد إلى جعفر معتذراً بالمال ، فأبى قبوله وقال : شيء خرج من يدي لا يعود إليّ ، قال : فسأل الرجل عنه فقيل : هذا جعفر الصادق ، قال : لا جرم هذا فعال مثله (٣).
وقد ملأ صيت حلم موسى بن جعفر عليهالسلام وكظم غيظه الآفاق ، ووصلت أخبار مكارم أخلاقه إلى مسامع الخاص والعام ، ولقد كان كلّ واحد من أئمتنا صلوات الله عليهم مقبولاً ومحبوباً لدى الخاص والعام بجميع محاسن الشيم ومحامد الخصال ، واعترف بكمالهم الصديق والعدوّ ، ولو كانت البحار مداداً لما أحصيت
__________________
١ ـ الكافي ٨ : ٨٧ ح ٥٠ ـ عنه البحار ٤٧ : ٥٦ ح ٩٧ باب ٢٦.
٢ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ٢٧٤ ـ عنه البحار ٤٧ : ٢٤ ضمن حديث ٢٦ باب ٢٦.
٣ ـ مناقب بن شهرآشوب ٤ : ٢٧٤ ـ عنه البحار ٤٧ : ٢٣ ضمن حديث ٢٦ باب ٢٦.