عنه ، فقال : ( حدثنا الحسن بن المتوكل البغدادي ، ثنا خالد بن يزيد القرني ، ثنا أبو شهاب ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : كنت في جنازة ومعها ابن عمر فسمع بكاء ، فقال ابن عمر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ) ) (١).
وهذا أيضاً لا يصحّ ، فهو ممّا استدركته عائشة على أبيه ، كما في ( الإجابة ) ، ولم يكن ابن عباس يروي ذلك عن ابن عمر ، إذ كان على علم به.
وإليك ما أخرجه عبد الرزاق في ( المصنف ) ، وأخرجه البخاري في الجنائز في صحيحه ، ومسلم أيضاً عن طريق عبد الرزاق :
قال عبد الرزاق : ( عن ابن جريج ، قال : أخبرني عبد الله بن أبي مليكة ، قال : توفيت ابنة لعثمان بن عفان بمكة فجئنا لنشهدها ـ أو قال لنحضرها ـ فحضرها ابن عمر وابن عباس ، فقال : انّي لجالس بينهما ، جلست إلى أحدهما ثمّ جاء الآخر فجلس إلى جنبي ، فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان وهو مواجهه إلاّ تنهى عن البكاء؟ فإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( إنّ الميت ليعذّب ببكاء أهله عليه ) ، فقال ابن عباس : قد كان عمر يقول بعض ذلك ثمّ حدّث ـ إلى أن قال ـ فلمّا أن أصيب عمر دخل صهيب يبكي يقول : وا أخاه وا صاحباه ، فقال عمر : يا صهيب تبكي عليَّ
____________________
(١) المعجم الكبير ١٢ / ٢٠٩.