اللهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ) (١).
صحيح أنّ آية التطهير وقعت ضمن الآيات المخاطبة لنساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لكن لا يعني هذا اختصاصها بهنّ ; وذلك لعدّة أسباب ، نذكر منها :
١ ـ تعتبر آية التطهير إحدى الآيات التي تثبت عصمة أهل البيت ، كما سيأتي لاحقاً ، وعليه يلزم القول بعصمة نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في حين لم يقلْ أحد بعصمتهن ، بل على العكس ، فلو راجعنا التاريخ لوجدنا أنّ منهنّ من ارتكبت ما ينافي صفة العصمة تماماً.
٢ ـ في الآيات التي تتقدّم على آية التطهير كان الخطاب موجّه لنساء النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بضمير التأنيث وهو ( نون النسوة ) كما في : ( لستن ، اتقيتن ، تخضعن ... ) ، بينما يتحوّل الخطاب في آية التطهير إلى علامة التذكير وهي ( الميم ) كما في : ( عنكم ، ويطهّركم ) ، فلو كانت الآية تخاطب نساء النبيّ فلا حاجة للتغيير في ضمائر الخطاب من نون النسوة إلى ميم الجمع ، ولكنّ التغيير موجود ، فاختلاف المعنى وبالتالي اختلاف المخاطبين موجود أيضاً.
٣ ـ إنّ نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنفسهنّ يروين اختصاص آية التطهير ، بأهل البيت عليهمالسلام ، ويصرّحن برفض النبيّ طلبهنّ في الدخول معهم تحت الكساء ، إذ كأنّه يقول : لا تقربي.. إنّك على خير... إلخ فلماذا
__________________
(١) الأحزاب (٣٣) : ٣٢ ـ ٣٤.