ننسب لهنّ ما لم يدّعينه لأنفسهن ؟!.
٤ ـ بسبب قلّة من شهد حديث الكساء ، فقد حرص النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على انتشار هذا الخبر بين المسلمين ; ليعلموا مكانة أهل البيت عليهمالسلام وموقعهم من الله ورسوله.
حيث روى أنس بن مالك : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقي لمدّة ستّة أشهر يمرّ بباب فاطمة عليهاالسلام عند خروجه لصلاة الفجر ويقول : « الصلاة يا أهل البيت ( يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) » (١).
٥ ـ أمّا بالنسبة للاحتجاج بوحدة السياق الذي أوجب الاعتقاد بنزولها في نساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فلا قيمة له ; وذلك أنّ هناك الكثير من الآيات التي تتضمّن موضوعاً معيّناً ثمّ يدخل عليه ومن دون فاصل موضوع آخر يختلف تماماً عن الموضوع السابق ، ومن ثمّ يُتابَع الموضوع الأوّل بحيث يكون الموضوع المقحم بمثابة جملة اعتراضيّة يختلف مضمونها عمّا قبلها وبعدها.
ومثال ذلك قوله سبحانه : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ
__________________
(١) مسند أحمد ٣ : ٢٥٩ و ٢٨٥ ، في مسند أنس بن مالك ، سنن الترمذي ٥ : ٣١ ، حديث ٣٢٥٩ ، المستدرك علىٰ الصحيحين للحاكم النيسابوري ٣ : ١٥٨.