أليست بحاجة إلى مَن يصون ويحفظ هذا الصرح الإسلامي العظيم ، الذي أفنى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في تشييده وبنائه عمره كلّه ؟
بلى والله... ولكن ليس أيّ قائد ولا أيّ خليفة.
إنّما القائد الذي يختاره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من ربّه سبحانه ; لأنّ ( اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) (١).
إذ أنّ تعيين القائد والخليفة أمرٌ يختصّ بالذات الإلهيّة المقدّسة وحسب ; لأنّ الله وحده مطّلع على الضمائر والسرائر ، والأعلم بمستوى تقوى وقابليّة هذا القائد.
أمّا نحن البشر ، فلا يحقّ لنا أن نختار خليفةً ; لأنّنا غير مطّلعين على ما تكنّه صدورهم ، إنّما لنا الظاهر وحسب ، وشتّان ما بين الظاهر والباطن !
ومن جهة أُخرى فإنّ الخليفة المختار ، لابدّ أن يعمل على ملء الفراغ الذي تركه رسول الله ، ولهذا فلابدّ أن يتمتّع بكلّ ما كان يتمتّع به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ عدا الوحي طبعاً ـ ولا سيّما ملكة العصمة.
فإن لم يكن هذا الخليفة معصوماً ، فإنّنا نحتمل وقوعه في أيّ وقت في المعصيّة ، وإن وقع قائدنا في معصية فأمامنا خياران :
الأوّل : أن نتّبعه.
الثاني : أن لا نتّبعه.
__________________
(١) الأنعام (٦) : ١٢٤.