لحِكَماً ، وإنّ من البيان لسحراً »
(١). كما أنّ أئمة أهل البيت عليهمالسلام قد اقتفوا أثر
الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
، فاستنشدوا الشعر ، وبعضهم أنشد. وقربوا الشعراء المبدأيين المنافحين عن الحق والعدل وأهله ، وحثوهم علىٰ قول الشعر وأجزلوا لهم العطاء ووعدوهم الجنة. قال الإمام الصادق عليهالسلام
: «
من قال فينا بيت شعر بنىٰ الله له بيتاً في الجنة » (٢). وعليه فقد برز شعراء أفذاذ مثاليون
نصروا الحقّ ، ولم تأخذهم في الله لومة لائم ، ونافحوا عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام
ومدحوهم ورثوهم بأحسن ما يكون المدح والرثاء ، أمثال الشهيد دعبل الخزاعي ، والكميت الأسدي ، ومهيار ، وكوكبة لا تحصىٰ عداً منذ الصدر الأول وإلىٰ يومنا هذا. فملأوا
بمديحهم ورثائهم عشرات الدواوين ، وطبيعي أن يكون لإمامنا أبي جعفر الثاني عليهالسلام
نصيب من ذلك المديح والرثاء ، باعتباره حلقة من حلقات سلسلة الذهب. وقد وقفنا علىٰ الكثير من شعر المدح والرثاء بشأن الإمامين الهمامين الجواد وجده موسىٰ بن جعفر عليهماالسلام
، وما يختص بالجواد عليهالسلام
وحده. انتخبنا منه ما تتسع له دراستنا هذه ، فإلى المراثي والمديح التي راعينا في ترتيب أبياتها التسلسل التاريخي حسب سني وفاة ناظميها : ١ ـ فأقدم نصٍّ وقفنا عليه في مديح
الإمام الجواد عليهالسلام
وآبائه الطاهرين عليهمالسلام
هو للشاعر أبي تمام حبيب بن أوس الطائي المتوفّىٰ سنة « ٢٣٠ ه » ، المعاصر للإمام الجواد عليهالسلام.
والقصيدة تتألف من « ٥٩ » بيتاً ، وهي ________________ ١)
بحار الأنوار ٧٩ : ٢٩٠. ٢)
بحار الأنوار ٧٩ : ٢٩١ / ٩ ، نقلاً عن عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٥ / ١.