والقرآن لا تتم حجيته إلا بمفسر رسمي له قيِّمٍ عليه ، لأن فيه المحكم والمتشابه ، والعام والخاص ، والناسخ والمنسوخ .. الخ.
ولذا ورد أنه إنما يفهم القرآن من خوطب به وهم أهل البيت عليهمالسلام ، فهؤلاء يفهمونه حق فهمه ، ويتلونه حق تلاوته.
وفي الكافي « ٨ / ٣١١ » : « دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليهالسلام فقال : يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ قال : هكذا يزعمون. فقال أبو جعفر عليهالسلام : بلغني أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : بعلم تفسره أم بجهل؟ قال : لا ، بعلم ، فقال له أبو جعفر : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك؟ قال قتادة : سل. قال : أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ : وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِي وَأَيَّامًا آمِنِينَ. فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال ، يريد هذا البيت كان آمناً ، حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر عليهالسلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكراء حلال ، يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه؟ قال قتادة : اللهم نعم ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن