جدّية تقصي الحقيقة التي ظلت غائبة عنّي فترة من الزمن ، فحُبّي وعشقي للإمام علي عليهالسلام ، عنصر آخر لا يمكن إهماله ، وإحساس يراود عقلي بأنّني قد أكون من سلالة أولئك الذين نذروا أنفسهم لأهل البيت عليهمالسلام ، والدين الحق الذي احتضنوه واحتضنهم ، وفادوه بأنفسهم وفاداهم بأنْ خصّص لهم حيّزاً من الاعتبار والمحبّة عند الله تعالى وعند رسوله صلىاللهعليهوآله ، وعند المؤمنين.
ولو اتبع المسلمون على مدى القرون الماضية خطّ أهل البيت عليهمالسلام الذي يمثّل الإسلام المحمديّ بكلّ أبعاده وحقائقه ، لما ضلّوا طريقهم ، وانحرفوا عن جادّة الطاعة ، ولكانت عباداتهم سليمة بكلّ أجزائها وشرائطها ; لذلك فإنّني أنصح المسلمين الذين لا يزالون بعيدين عن خطّ أهل البيت عليهمالسلام ، أنْ لا يأنسوا لمسألة ، ولا يتقبلوا حكماً من الأحكام المشكوك في صحة ورودها عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، خصوصاً إذا ما اتضح جليّاً تهافت القنوات التي ورد عليهم منها الدين على تحريف عدد من الأحكام كآية الوضوء مثلاً ، والتسبب في ضلال أجيال كثرة تعبدت بغسل الرجلين في الوضوء على أساس أنّه الحكم الصحيح.
أقول لكم لا تتسرعوا في الحكم على المسلمين الشيعة حتّى تقرؤوا كتبهم ، لا كتب أعدائهم الذين لم يتركوا شائنة ولا سوءاً إلّا ألصقوه بهم. فالحمد لله الذي هداني إلى اتّباع أوليائه الذين أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ليكونوا وعاء دينه وحملة شريعته وأمناء وحي نبيه صلىاللهعليهوآله ، سادة الدنيا وسادة الآخرة وقادة الدنيا وقادة الآخرة ، اللهمّ احشرني في زمرتهم ، واجعلني من حزبهم وطائفتهم ، والحقني بهم مؤمناً لا مُبدلاً ولا مغيّراً ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.