عموماً فإنّ لجوء الناس إلى كلّ من هبّ ودبّ في اخذ دينهم ، دلّ على حالة الحصار والتضييق والحرب التي عانى منها أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، وحالة الخوف التي عاشها المسلمون من جرّاء بطش بني أميّة لكلّ من يقصد بيوت آل محمد الأطهار ، فذهبوا في طلب الحقيقة بعيداً ، ممّا باعد بينهم وبينها ، وحال الاستنجاد بمَن لا أهليّة ولا علم له دونهم وبلوغ مرامهم.
تعددت بعد ذلك لقاءاتي بالأخ محمّد الذي استفدت منه أيّما استفادة ، باعتباره سبقني إلى اتّباع خطّ أهل البيت عليهمالسلام ، وقد أعلمني ذات يوم بأنّه سيذهب إلى العاصمة ، التي تبعد حوالي ٤٠٠ كلم عن بوابة الجنوب ، مدينة قابس ; لاقتناء كتب من معرض الكتاب الدولي ، الذي يقام بالعاصمة ربيع كلّ سنة ، فرجوته أنْ يقتني لي كتباً بمعرفته ، فأبدى استعداده لذلك بكلّ سرور.
بدأت إذاً في تأسيس مكتبة خاصّة بي وكان نواتها مجموعة الكتب التي اختارها لي الأخ محمّد ، والتي كانت متنوعة ومنتقاة حسب احتياجاتي ، أذكر من بينها كتاب المراجعات للسيد الجليل عبد الحسين شرف الدين الموسوي رضوان الله تعالى عليه ، والذي عمّق من شعوري بالطمأنينة والارتياح ، وزاد في قناعتي بصحّة الانتماء إلى إسلام أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، وفهمت منه أنّ مسألة الحكومة الإسلامية تندرج في خصوصيات المولى سبحانه وتعالى ، باعتبار أنّ الحكم عائد له تقنيناً وحفظاً ، وذلك يستوجب آليات لإقامتها ، كإرسال الرسل ، وتنزيل الوحي عبر الملائكة ، وحفظ الشرائع بواسطة الأئمة الهداة ، الموكلون برعاية الدين والقيام عليه ، والمعبر عنه في إطاره العام باللطف الإلهي. بينما تناولت بقيّة الكتب ، العقائد ، والفقه ، والسيرة العطرة للنبي صلىاللهعليهوآله ، وأهل بيته الطاهرين عليهمالسلام.
إنّ مسألة تشيعي لأهل البيت عليهمالسلام ، لم تكن متعلقة
بالشرح الذي وجدته على هامش الموطّأ فقط ، فذلك لم يكن سوى نقطة تحوّل ، وسبب قويّ دفعني إلى