أبي طالب عليهالسلام ، كأنّ معاوية ومن تبعه لا يدركون ، أنّ تلك الآثار التي حاولوا منعها ، هي دين الله تعالى وآثار رسوله صلىاللهعليهوآله.
فقلت له : إذاً فإنّ المعضلة التي حالت دون قراءة البسملة في الصلوات المفروضة هي سياسة معاوية بن أبي سفيان.
قال صديقي : نعم ، إن التحريف الذي أشاعه بنو أميّة وحزب الطلقاء عموماً ، قد أضرّ بأكثر التفاصيل العبادية التي كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يطبّقها ، فسعوا إلى محو تلك الآثار على أساس أنّها متعلقة بعدوّهم علي عليهالسلام ، فمنعوا على سبيل المثال طريقة الوضوء الصحيحة ، ومنعوا الصلاة على آل محمد ، وحجروا قراءة البسملة في الصلاة ، وغيرها من المسائل المتعلقة بأهل البيت عليهمالسلام.
وهذا الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهالسلام أستاذ مالك بن أنس وأبي حنيفة ، قال : « مالهم قاتلهم الله ، عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله ، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها ، وهي بسم الله الرحمٰن الرحيم » (١).
والإمام عليهالسلام يقصد أنّ الذين منعوا البسملة هم بنو أميّة وعلى رأسهم معاوية بن أبي سفيان.
قلت له : أنا إلى الآن لم افهم الداعي الذي ألجأ بنو أميّة إلى تتبّع هذه المسائل الفقهيّة بالرغم من أنّها لا تشكّل أيّ خطر على سلطانهم.
فقال لي : قد يظهر لك أنّ في الإجراء الذي اتّخذه معاوية وسيّر به بنو أميّة أجيالاً عديدة من أبناء القرنين الأول والثاني يكتسي غرابة ، ولكن إذا اطلعت على الأوامر التي أطلقها في البلاد طولاً وعرضاً شرقاً وغرباً تستطيع أنْ تفهم القصد والغاية التي خطّط لها طلقاء بني أميّة وأرادوا الوصول إليها ، وهي إجراء
_________________
(١) مستدرك الوسائل ٤ : ١٦٦.