سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها ، فعلى كل مسلم إزاء ذلك التكليف ، أن يبرهن على ذلك بإحياء تلك المودّة وإظهارها قربة لله تعالى ، وسعياً لنيل رضاه ، وإظهار الحزن في أحزان أهل البيت عليهمالسلام مودّة لهم ، وإظهار الفرح في أفراحهم مودّة لهم أيضا ، والبكاء من أرقى تعابير الحزن في المصيبة ، كما أنّه من أرفع درجات الخشوع في العبادة ، فهو إحساس قلبي وجداني لا يستطيع تحصيله غير الذي صلحت سريرته وصفا قلبه ، وسمت نفسه ، وهو مستعص على القاسية قلوبهم ، ومصيبة الأمّة الإسلاميّة ما تزال تلقي بظلالها على عموم الأمة.
في ماضي الأيام كنت متصوراً أنّ ما يقال عن الشيعة من نسب باطلة صحيحٌ ، خصوصاً وأسباب التواصل بين الطائفتين شبه معدوم ، ولكن وبعد أن توفرت أسباب المعرفة من كتب وفضائيات وانترنيت ، بدأ اللبس يرتفع عنّي.
فهمت أنّ محبّة أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآله ، تتطلّب وضع الصفوة الطاهرة موضعها في الأمّة من تفضيل وتقديم وتبجيل ، فلا يكون هناك أحد أفضل من الذين أذهب الله تعالى عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. ومحبّة أهل البيت عليهمالسلام واجبة على جميع المسلمين ، ويراد منها أن نضع هؤلاء الذين اصطفاهم الله تعالى موضعهم من قيادة الأمّة ، وليس مجرّد أنْ نكنّ لهم حبّاً لا معنى له على صعيد الواقع. ذلك الحبّ الذي تراه أنت من خلال قناعاتك مفرط أو مبالغ فيه ، ليس إلّا امتثالاً صحيحاً لأمر إلهي نطق به القرآن وصدع به النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لم يزد القائمون به عليه شيئا من عندهم.
فقلت له : لكن ألا تعتبر هذه المراسم التي يحييها الشيعة لأهل البيت عليهمالسلام ، وتلك المقامات التي شيّدوها على أضرحة أئمتهم نوعاً من الإفراط والتهويل ؟
فقال لي : قد تشاطرني الرأي عندما أقول
لك أن للحبّ والمودّة مقدّمات ومقامات يتوزّع بينها الناس ، وتكون ذات أهميّة أكبر لو كانت تلك المودّة نابعة