يختلف فيها اثنان ، والآية المحكمة التي فرضت هذه الشعيرة واضحة الدلالة على مقصدها ، وفوق ذلك جاءت الأحاديث مفسرة لها ، وقد نقلها القاصي والداني ، واتّفق الجميع إلّا من شذّ ، والشاذّ يحفظ ولا يقاس عليه ، في أنّ الذين وجبت مودّتهم هم : عليّ وفاطمة والحسن والحسين والخلف من ذريتهم عليهمالسلام. وقد أجهد النبيّ صلىاللهعليهوآله نفسه ، في بيان وتوضيح معاني المودّة التي أوجبها الله تعالى على الأمّة الإسلاميّة ، حتّى لم يعد هناك مجال للتأويل والريبة ، بخصوص هذه الشعيرة العظيمة ، إلّا أنّ الغاصبين لنظام الحكم في الإسلام ، ومن تبعهم على ظلمهم ، سعوا إلى تجاهل ذلك الواجب ، فأداروا ظهورهم لأهل البيت عليهمالسلام ، وعملوا جهدهم على إبطال آثارهم وإلغاء مآثرهم ، في مسعى من الظالمين لمحمّد صلىاللهعليهوآله لمحو ذكرهم ، وتسويتهم بعامّة الناس ، حتّى لا يبقى هناك مجال للحديث عن الاصطفاء الذي خصّه الله تعالى نخبة خلقه. من خلال ترك هذه الشعيرة وإهمالها من جهة ، وادّعاء المهملين لها بأنّهم يحبّون أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، ويُجلّونهم ويُكبرونهم على غير حقيقة ولا تطبيق يظهر من خلاله التزام المحبّ بحبيبه ، ذلك لأنّ المحبّة تستوجب الاتّباع وبذل الودّ للمحبوب لقوله تعالى : ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) (١) ودعوى المحبّة بدون اتّباع عارية من الصحة ، ولا علاقة لها بمفهوم المحبّة الذي يفيد دائماً الاتّباع والموالاة والاقتداء والتفضيل والتقديم.
وإذا سألت الذين يدّعون محبّة أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله قولاً بلا عمل ، أهكذا تكون محبّة الطاهرين من صفوة الله تعالى ؟ أجابوك باستنكار المقصّر والجاهل وكيف ترون الحب إذاً ؟
وبما أنّ المودّة التي وجبت على كلّ مكلّف منذ نزول الآية إلى أنْ يرث الله
_________________
(١) آل عمران : ٣١.