ملاذاً إلى الله تعالى ، ومقامات طاهرة يقصدونها تبرّكاً وتحبّباً إليه ، قال تعالى : ( إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) (١).
ولو كان هنالك مانع أو مخالفة للتكليف الإلهي في بناء البنيان واتّخاذ المساجد على قبور الصالحين لنهى الله عنه أولياءه ، وحسم الأمر فيه إلّا أنّ الآية جاءت مجوّزة لذلك العمل غير معترضة عليه.
لقد كانت حجّة المسلمين الشيعة قويّة في جميع المجالات ، مدعومة بالبراهين العقليّة والنقلية ، فلم يتعبّدوا في يوم من الأيام تبعاً لأئمتهم بالشكّ والظنّ ، مثلما وقع لبقيّة الفرق ، التي تاهت وانحرفت عن الجادّة في عدد من الأحكام ، وانغمست في تطبيقها بالعاطفة والوراثة ، لا بالعقل والدليل.
أحمد الله تعالى أنْ يسّر لي معرفة أوليائه ، وجنّبني سبل الضلال ، وجعلني ممّن اعتصم بحبله المتين ، وتمسّك بعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وهي موالاة محمّد وآله الكرام البررة ، قادة الأمّة بعد النبيّ بلا فصل ، وسفن نجاتها من ظلمات الغيّ والجهل ، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله ربّ العالمين.
_________________
(١) الكهف : ٢١.