اللغة ، فالإطار الذي أطلق فيه المصطلح لم يترك لبقيّة الإفادات مجالاً لاحتمال القصد من الإطلاق.
والنبيّ صلىاللهعليهوآله لم يكن قاصداً من ولايته التي فوّضها وأحالها إلى عليّ عليهالسلام من بعده ، أن يكون عليّ ربّاً ، ولا فهم المسلمون منه ذلك ، المعنى لأنّه يستلزم الكفر ، ولا كان قاصداً معنى العمّ ، ولا ابن العمّ ، ولا الابن ، ولا ابن الأخت ، ولا المعتِق ، ولا المعتَق ، ولا المالك ، ولا العبد ، ولا التابع ، ولا الشريك ، ولا الحليف ، ولا الصاحب ، ولا الجار ، ولا النزيل ، ولا الصهر ، ولا القريب ، ولا المنعم ، ولا المنعم عليه ، ولا العقيد ، ولا المحب ، ولا الناصر ; لأنّها كلّها لا تنسجم مع مقصد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهي عندما نستبدلها بالمفردة المذكورة نجدها بعيدة أو مستحيلة الاحتمال ، ولا تستقيم لغويّاً ولا بلاغيّاً ، كأنْ يقال مثلاً من كنت عمّه ، أو ابنه ، أو ابن أخته ، أو قريبه ، أو جاره ، أو ناصره أو ... فهذا علي ... ».
بينما يتّفق مفاد مولى مع مفردة الوليّ والأولى بالشيء والسيّد غير المالك والمعتق ; لكونها تفيد مقصد النبيّ صلىاللهعليهوآله من قوله : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه ». خاصّة إذا أضفنا لها قرائن أخرى من نفس إطار الحادثة ، وقرائن أخرى داعمة لها ومؤيدة من خارج ذلك الإطار.
أمّا ما جاء مؤيّداً لمعنى الرياسة والحكم من نفس إطار الحادثة ، فإفادة مولى لمعنى الأولى بالشي من خلال السؤال الذي طرحه النبيّ صلىاللهعليهوآله على جموع المسلمين ، والذي قال فيه : « ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ » وعندما ردّوا عليه بالإيجاب ، قال : « فمن كنت مولاه ، فهذا عليّ مولاه » ، كما وردت روايات بلفظ آخر توضّح مراتب الولاية جاء فيها قوله : « إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ... » (١) موضحاً بشكل
_________________
(١) المعجم الكبير للطبراني ٣ : ١٨٠.