ولايته على الناس هي من ولاية الله تعالى وبأمره ، وكذلك ولاية علي عليهالسلام.
هذا الفهم لم يستطع أن يصل إليه كل المسلمين ، فالغالبية العظمى منهم اليوم لا تعترف لعليّ بالولاية العامّة عليهم ، وذلك بسبب التأويل الخاطىء لمصطلح مولى ، والادّعاء بأنّها لا تفيد ولاية الأمر في معناها ، والذي أوصل المتنطعون على الحقيقة مرادفاته إلى نيّف وعشرين معنى هي :
الربّ ـ العمّ ـ ابن العمّ ـ الابن ـ ابن الأخت ـ المعتِق ـ المعتَق ـ العبد ـ المالك ـ التابع ـ المنعم عليه ـ الشريك ـ الحليف ـ الصاحب ـ الجار ـ النزيل ـ الصهر ـ القريب ـ المنعم ـ العقيد ـ الولي ـ الأولى بالشي ـ السيد غير المالك والمعتق ـ المحبّ ـ الناصر ـ المتصرّف في الأمر ـ المتولي في الأمر ، وذكروا من معاني الولي أيضا : الأمير والسلطان.
وأجمع علماء اللغة على مجي مولى بمعنى ولي.
وقد استند من استند على تعدّد معاني الوليّ والمولى ، وتعذر من تعذر بها في عدم مجيئها بمعنى ولاية الأمر ، مستدلين بعدم فهم الصحابة الأخيار رضوان الله تعالى عليهم ، لذلك المعنى من قول النبي صلىاللهعليهوآله. ورأوه تبعاً لهم لا يفيد ما ذهب إليه أئمة أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم من أنّ النبي صلىاللهعليهوآله قد كلّفه الباري سبحانه وتعالى بنصب عليّ عليهالسلام وليّاً لأمر الأمّة من بعده.
غير أنّ البصير يمكنه أنْ يستجلي الحقيقة من خلال النظر في المعاني المدرجة للمولى ، فيتبين له من جهة ، مدى تطابق إحداها بمقصد النبي صلىاللهعليهوآله ، ثمّ وبمراجعة تفاصيل تلك الحادثة يتسنى تثبيت المراد الذي رغب الوحي في إبلاغه للمسلمين.
وبتتبع المفردات التي تؤدي معنى مولى
وولي ، وجدت أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله
لم يكن يقصد بها كلّ هذه المعاني ، أو بعضها ، ولا كان غافلاً عن تعدّد معاني مولى في