جلاله ، ورسوله صلىاللهعليهوآله ، وانتهاء بالإمام الثاني عشر عليهالسلام وسفرائه الكرام ، ممّا جعل شيعتهم على مدى ثلاثة قرون في مأمن الكذب والوضع ، الذي استفحل منذ وفاة النبي صلىاللهعليهوآله ، وقبل نشوء تلك الفرق والمذاهب ، وقد شهد المخالف والموالف لأئمة أهل البيت عليهمالسلام بالصدق والتقوى والورع ، وقد أسّس الأئمة الأطهار قاعدة الاجتهاد في الفقه ، وشجّعوا تلامذتهم الذين بلغوا درجته على استنباط تلك الأحكام ، تمكيناً للمسلمين من العمل بمقتضى تلك الفتاوى ، واستجابة لمقتضى تطوّر العصر والحاجة إلى رفع أيّ إشكال فيه على المسلمين.
ووقف العلماء الأعلام بعد ذلك ، وأخذوا المشعل في قيادة المسلمين الشيعة ، وإرشادهم وبثّهم تعاليم الإسلام الصحيح ، الذي لم تدنّسه أيدي الظالمين والمحرّفين ، فهم إلى الآن يعتبرون العمل بموجب الرسائل العملية للمراجع العظام ، واجب لا بديل عنه ومبرىء للذمّة ، والمتعبّد عندهم بغير فقه كحمار الطاحونة ، طبقا لحديث الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام (١).
لذلك لم أتردّد في أنْ أعلن تشيّعي لأهل البيت عليهمالسلام في مجتمعي وعلى الملأ من الخاصّ والعامّ ، معتزّاً بذلك ، آملاً أنْ يلتفت بقيّة المسلمين إلى حقيقة أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، فيعودون إليهم باعتبارهم ولاة أمورهم في الدنيا والآخرة ، والحمد لله على نعمة الهداية أولا وآخراً.
_________________
(١) الاختصاص للمفيد : ٢٤٥.