قال عليهالسلام : كلاّ ، إنّ حبّ الرياسة غير تاركك ، كما لم يترك من كان قبلك » (١).
ولم يرَ خطّ من الخطوط المدعيّة للإسلام حاثّا لأتباعه على ربط العلم بالعمل وبذل الجهد من أجل إعلاء كلمة الله ، وفداء الإسلام العظيم بالنفس والمال والولد ، غير خطّ التشيّع لأهل البيت عليهمالسلام ، فكانوا تبعاً لائمتهم أمثلة تضرب ، ونماذج معبّرة عن الإسلام الصافي ، يحتذي بها من يريد النجاة في الدارين ..
قال الإمام الصادق عليهالسلام : « عليكم بتقوى الله ، والورع والاجتهاد ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وحسن الخلق وحسن الجوار ، وكونوا دعاة إلى انفسكم بغير ألسنتكم » (٢).
من البديهي على المسلمين الواعين ، أنْ لا يتقبلوا كلّ ما جاء من تلك العصور ، إلّا بعد فحص وتمييز ، لأنّ أغلب ما كتب فيها كان بإيعاز من أنظمة شهد لها التاريخ بالدموية والظلم والبعد عن الدين ، والتكالب على الشهوات والدنيا ، وعليه ، فمن الواجب أنْ ننبّه بقيّة المسلمين إلى ما ألقي إلينا خلال تلك الفترات ، ليحذروا من الانسياق وراء تبعاته. والمحتاط لدينه اليوم ، حرصاً على النجاة من عقاب الله تعالى ، وسعياً من أجل نيل رضاه ودخول جنّة الخلد التي وعدها الله سبحانه وتعالى عباده المتقين ، يستطيع أنْ يميّز بسهولة كما استطعت أنا أن أعرف طريقي فشققته قرير العين ، متيقناً من امتلاكي للوسيلة التي ستقرّبني من الله سبحانه ، وهي أنّ جميع الفرق التي تدّعي الإسلام ، منقطعة عن العصر النبويّ انقطاعاً واضحاً ، باستثناء فرقة واحدة ، هي الشيعة الاماميّة الاثني عشريّة ، لاعتقادهم ، واقتدائهم ، وطاعتهم لائمتهم المتصلين بالنبيّ صلىاللهعليهوآله اتصالا وثيقاً ، بدأ من الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، أوّل أئمة الهدى الذين نصّ عليهم الله جلّ
_________________
(١) الاحتجاج للطبرسي ٢ : ١١٥ ـ ١١٧.
(٢) المحاسن للبرقي : ١ / ١٨ وانظر الحديث في الكافي ٢ / ٧٧.