قال : « نعم ، سوف أعطيك بعض الكتب التي تستطيع منها أنْ تقف على أحقيّة أئمة أهل البيت الاثني عشر ، الذين نصّ عليهم النبيّ صلىاللهعليهوآله أئمّة وقادة وسادة بعده ، وإنّي متأكّد من أنّك إذا درستها بتمعّن ورويّة ، بعيداً عن التعصّب ، فإنّك ستصل إلى قمّة الحقيقة.
وتواعدنا على أن يسلّمني بعض الكتب التي تحوي تراث أهل البيت عليهمالسلام. وفي الموعد المحدّد جاء صديقي يحمل معه كتاب نهج الحقّ وكشف الصدق للعلّامة الحلّي ، وفدك في التاريخ للشهيد محمّد باقر الصدر ، والصحيفة السجّادية التي تحوي أدعية رابع أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، فسلّم لي تلك الكتب ، ووعدني بالمزيد منها إذا قرأتها.
ولم يدم تصفّحي لتلك الكتب غير أسبوع واحد ، أمكنني من خلاله الوقوف على قوّة الدليل الذي يمتلكه الشيعة الإماميّة الاثني عشريّة ، عقيدة وشريعة وتاريخاً ، ومدى انسجام كلّ تلك البراهين مع العقل والمنطق ، فأقررت بالحقّ الذي عليه آل طه ، وواليتهم امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى فيهم ، ثمّ التزمت ذلك المنقذ الذي حرّرني من ظلمات الوهم ، ورؤى السراب ، فكان يمدّني في كلّ مرة بما أحتاجه للإجابة على سؤال ، أو لحلّ معضلة ، إلى أنْ تمكنتُ من أنْ أجمع المزيد من الأدلّة في عقلي ، وأشتري عدداً من الكتب التي تلزمني في معرفة ديني الحقّ ، الذي تركه خاتم الأنبياء والمرسلين لأهل بيته ، باعتبارهم ورثة علومه والقادرين أكثر من غيرهم على تحمّل مسؤولية أداء ذلك لمن سيأتي بعد من الناس ، والحمد لله ربّ العالمين.