عليّ عليهالسلام : « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق » (١). وقول الإمام الصادق عليهالسلام : « من أرضى سلطاناً جائراً بسخط الله خرج من دين الله » (٢). وغير ذلك من الروايات التي تحرّم طاعة الظالمين ، وبناء على ذلك ، أفتى علماء الشيعة بأنّ أيّ عمل يقوم به المكلّف وفيه شكل من أشكال المعونة للظالم فهو حرام ، ويُعدّ كبيرة من الكبائر. وقصّة صفوان الجمال شاهد على ذلك ، تقول الرواية إنّه كان في عهد الرشيد رجل من الشيعة يدعى صفوان ، وكانت له جمال يكريها لهارون الرشيد حين يذهب إلى مكّة للحجّ ، فدخل يوماً على الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ، فقال له : يا صفوان كلّ شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً.
قال : جعلت فداك أيّ شي ؟
قال : اكراؤك جمالك من هذا الرجل ، يعني هارون.
قال : والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ، ولا للصيد ولا للهو ، ولكن أكريته لطريق مكّة ، ولا أتولّاه بنفسي ، ولكن أبعث غلماني.
فقال : يا صفوان أيقع كراؤك عليهم ؟
قال : نعم جعلت فداك.
قال : أتحبّ بقاؤهم حتّى يخرج كراؤك ؟.
قال : نعم.
قال : فمن أحبّ بقاؤهم فهو منهم ، ومن كان منهم فهو كان ورد النار. فذهب صفوان وباع جماله عن آخرها ; فبلغ ذلك الرشيد ، فدعاه وقال له : يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك.
قال : نعم.
_________________
(١) نهج البلاغة ٤ : ٤١ ، الخصال : ١٣٩.
(٢) الفصول المهمّة في أصول الأئمة : ٢٢٨.