وتوالت الأيّام بعد ذلك ، وكنت في كلّ مرّة أنهي فيها مطالعة كتاب من الكتب التي كان ذلك الشيعي يقدّمها لي ، أبسط الحديث مع عائلتي بخصوص المحصّلة التي خرجت بها ، ولم يمض وقت طويل حتّى كنت وكامل أفراد عائلتي قد تبينّا صراط الله المستقيم الذي دعانا إلى نهجه ، وهو صراط أهل بيت نبيّه صلىاللهعليهوآله ، الذين جعلهم الله ورثة علم نبيّه صلىاللهعليهوآله ، وحفظة دينه ، وأولياء أمور عباده ، والحكّام بأمره ، فأقرّوا جميعا بولايتهم ، وبايعوهم بيعة رضا وقناعة وتسليم ، شاكرين الله سبحانه وتعالى على نعمة الهداية بمعرفة حقيقة الولاية وحقيقة أصحابها.
فكان الحسين عليهالسلام وثورته ومصيبته ، ومحنة أهل بيته عليهمالسلام ، السبب في معرفتي لحقيقة التشيّع لهؤلاء الأطهار عليهم الصلاة والسلام ، واقتنعت أنّ الخطّ الذي لم يرع أمر الله في مودّة قربى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وعمل فيهم بخلافها من قتل وتشريد وسجن وتعذيب ، بغضاً وضغينة ، لا يمكنه أنْ يحفظ سنّته التي أهملت عندهم ، وهي التي تمثّل الفهم الكامل للقرآن والتشريع.
أحمدُ الله على الخير العميم الذي أولانيه باتّباع أهل بيت نبيّه الأكرم صلىاللهعليهوآله ، في زمن بدأت أنوار الحقيقة تتراءى للمبصرين ، وأشكره على نعمة الهداية التي أسبغها عليّ ، أنا عبده الصغير الحقير ، موجّهاً ندائي ودعوتي إلى من لم يتعرف على إسلام أهل البيت عليهمالسلام ، ليكسروا عنهم أسوار الوهم والزيف والكذب ، ليقفوا على الحقيقة جليّة واضحة ، سائلا الله لهم التوفيق والسداد والسلام.