أشرف الغايات
الدينيّة ووصيّة نبيّنا العظيم فحسب ، ولكنّها أيضاً تتصل بوجودنا وكرامتنا وبمقوّمات وجود أجيالنا ، إنّها مسألة حياتيّة. ووحدة الكلمة هذه لا ينبغي أنْ تظلّ شعاراً مرفوعاً أو كلمة مكتوبة ، بل يجب أن تكون ومضة الفكر وخفقة القلب ودرب السلوك ، إنّها البُعد الأساسي للمستقبل ». ولم تكن هذه الدعوات ، ولا هؤلاء الرجال
الأفذاذ حالات استثنائية حصلت في الزمن الحديث ، بل كانت امتداداً لحركة وجهود أئمّة أهل البيت عليهمالسلام من أجل تعميق الفهم القرآني في مسألة الوحدة لدى كافة فئات المسلمين ، ومختلف أجناسهم ، وتنفيذ البرنامج الريادي الذي أسّسه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، في تأصيل روابط الأخوّة الإسلاميّة بين جميع المسلمين ، ولو لم يكن التأسيس لهذه النعمة منطلقاً من هؤلاء الأخيار ، لما أمكن للمتأخرين من روّاد نهضة الأمّة ، أنْ يجدوا طريقاً إلى إقامة تلك القيم العظيمة. وبحثت في فتاوى المراجع والعلماء
بشقيهما الشيعيّ والسنّي ، فوجدت أنّ جميع علماء الشيعة ومراجعهم لا يحكمون بتكفير أحد من المسلمين نطق بالشهادتين ، فأجازوا الصلاة وراء أئمّة مساجد العامّة وعدم إعادتها ، وباستثناء الفتوى الشهيرة التي أصدرها الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الشريف ، والتي أقرّت بأنّ المذهب الجعفريّ ( المسلمون الشيعة الاماميّة الاثني عشرية ) إسلاميّ صحيح ، يجوز لبقيّة أتباع المذاهب التعبّد به ، ظهر في الجانب الآخر ـ والذي جاء صنيعة أنظمة لم تحمل من الإسلام غير المظهر ، ومارست شتّى أنواع الظلم على الأمّة ـ فقهاء اتّبعوا سبيل أسلافهم القدامى ، فحكموا بتكفير الشيعة ، واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم ، واستطاعت الاستخبارات العالميّة المعادية للإسلام المحمّدي الأصيل ، وأخصّ بالذكر منها البريطانيّة ، أنْ تنشىء