فالعبادة عند صفوة الله وأحبّائه ، ليست وسيلة للتواصل مع الخالق ، وأداء شكره على نِعَمه فقط ، بل هي جوهر وجودهم وأساس خلقتهم ; لذلك يستحيل علينا تقليد الأطهار تقليداً باطنياً ، بل قد يصعب علينا تقليدهم حتّى في الظاهر ; لأنّهم أرواح زكيّة وطينة طيّبة ، تفوقنا تلبية واستجابة.
وتوجّه أهل البيت عليهمالسلام وأدعيتهم وصلواتهم في محاريب العبادة إلى الله تعالى لم يكن مسبوقاً من أحد ، سوى معلّمهم الأكبر ، سيّد بيتهم ، وعلم هداهم ، النبيّ محمّد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، فتح لهم الباري تعالى باب رحمته في خمس صلوات مفروضة ، جملة ركعاتها ١٧ ركعة ، فعظّموه بضعفها نوافل ، جملة ركعاتها ٣٤ ركعة ، وإذا مجموع عدد ركعات صلواتهم المفروضة والمسنونة قد أربى على ٥١ ركعة ، زادتها رونقاً وتقوى ، تأملاتهم ، واعتكافاتهم ، وتوجّهاتهم ، ومناجاتهم للباري تعالى ، خالقهم والمنعم عليهم.
قررت أنْ اشتري كلّ تلك العناوين وآخذها معي ، ولمّا لم يكن معي المال الكافي ، استقرضت صديقي ، فأقرضني لإتمام بقيّة حساب كتبي المقتناة.
وعدت إلى بيتي بتلك الكنوز التي لا
تقدّر بثمن ، ثمّ عكفت عليها قراءة وتمحيصاً ، ولم يمرّ يوم وأنا بين تلك الكتب الثمينة التي اقتنيتها ، أتنقل من
كتاب إلى آخر من معين إلى سلسبيل ، ومن ماء روي إلى ماء فرات ، تبيّنت حقيقة أئمّة أهل البيت عليهمالسلام
، ومقامهم ومكانتهم وعلومهم ، فوجدت أنّ العبادة قد أناخت برحلهم ، وحطّت في رباطهم ، ووطّنت نفسها على التسليم لهم ببلوغ منتهى رضا الربّ تبارك وتعالى فيها ، ووقفت على أنّ الإسلام الذي قدّمه أهل البيت عليهمالسلام للأمّة الإسلاميّة ، نقلاً عن جدّهم الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله
، هو الإسلام الصافي الذي لم تشبه شائبة التحريف ، ولا مسّته أيدي المزوّرين ، الدين الخاتم الحقّ الذي جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين صلىاللهعليهوآله
، وتركه لأهل بيته الطاهرين ، باعتبارهم وعاته