إذاً لماذا لا يخرج « المهتدون » ـ أي الشيعة الذين أصبحوا سُنة ، إذ يُطلقون عليهم هذا الاسم ـ في وسائل الإعلام ، ويُعرّفون أنفسهم ، ويبيّنون الأسباب التي دعتهم إلى ترك مذهب أهل البيت عليهمالسلام ؟
وهل سمعنا بأنّ أشخاصاً مثقّفين وعلماء شيعة وأصحاب شهادات عالية أصبحوا من السنّة ؟
إذا كانوا موجودين أين هم ؟
نحن ـ بحكم عملنا في مركز الأبحاث العقائدية وتخصّصنا في الدفاع عن مذهب أهل البيت عليهمالسلام وردّ الشبهات الواردة علينا ـ نبحث عنهم لنعرف هل في مذهبنا نقص ؟
نعم ، قد يكون هناك عدد من الاُميين والجهلاء ، الذين يسكنون في مناطق ريفيّة بعيدة ، استغلّهم الوهابيّة ولبّسوا عليهم اُموراً لا تمت بالمذهب بصلة ، لا من قريب ولا من بعيد ، بل أثاروا فيهم الروح القوميّة البغيضة ، أو تأثروا ببعض الأحداث السياسيّة والتصرّفات التي صدرت من بعض المسؤولين الشيعة التي حُسبت على المذهب ، فتحوّلوا ظاهراً إلى المذهب السنّي.
وهنا أتذكّر حادثة جرت في إحدى مناطق ريف العراق ، والتي سمعناها مراراً ، وهي :
أنّ أحد المبشّرين المسيحيين ذهب إلى منطقة ريفيّة فقيرة في جنوب العراق ، وبدأ بالتبشير للدين المسيحي. وسط هؤلاء الفقراء ، فلم ير أذناً صاغيه بدعوته.
فقام هذا المبشّر بإنشاء مستوصف صغير في تلك القرية لمداواة المرضى ، وأعقبه بإنشاء مدرسة ، ثمّ جمعية خيرية ، وبدأ بتوزيع المساعدات على أهل تلك القرية الفقراء.
وكان نتيجة ذلك أن جذب إليه عدداً من
أهل القرية ، وفي أثناء ذلك كلّه كان