وهو آخر خلفاء الرسول صلىاللهعليهوآله الاثني عشر ، الذين أخبر عنهم في حديثه ، الذي عجّت به مصنفاتهم الروائية.
فقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، ثم تكلم بكلمة خفيّة ثم قال كلّهم من قريش (١).
لكنهم أحجموا عن الإقرار بالحقيقة التي تقول إنّ هؤلاء هم أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، بل إنّ المتأمل في الحديث يُلاحظ تحريفاً واضحاً في متنه ، حيث ادّعى الراوي أنّه قد خفيت عليه كلمة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، بعد ذكره لعدد الخلفاء ، وما أرى ذلك إلّا تجنباً من الراوي لذكرهم ، لأنّ النبي صلىاللهعليهوآله لم يعهد عنه أنّ كلامه ذو طبقات ترتفع وتخفت في مسألة حسّاسة كهذه ، وما أمر الله تعالى له بالبلاغ وحرصه على أن يسمع المسلمين وغيرهم إلّا دليلين يدحضان خفاء كلامه عن مستمعيه ، غير أنّ السياسة وما اقتضته من بتر وتحريف ، كان لها الأثر السيئ في ضياع عدد من الحقائق ، والأمثلة كثيرة في هذا المجال.
لذلك لم يكن من السهل على المخالفين لخطّ الإمامة ، أن يقبلوا بمهدي من ولد علي عليهالسلام ، طالما أنّهم لم يقبلوا إمامة علي نفسه ، وقدموا عليه من لا يساويه في شي ، وأمرّوا عليه من كانوا تحت لوائه وإمرته على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو الذي لم يتأمر عليه أحد ، سوى النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله.
إنّ العداء المعلن للصفوة الطاهرة عليهاالسلام ، تحت عناوين ومسميات مختلفة ، قد أنهك الأمة الإسلامية وضيع وحدتها ، وفرّق جمعها الذي كان على عهد النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا أعتقد أنّ هناك فكرة تجمع المسلمين اليوم ، وتدعوهم إلى الوحدة غير فكرة الإمام المهدي المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف ، ذلك المصلح الكبير والأمل الأكبر ، الذي من شانه أن يبعث روحاً جديدة في جسد
_________________
(١) انظر الحديث بألفاظه المختلفة في : صحيح البخاري ٨ : ١٢٧ ، صحيح مسلم ٦ : ٣ ـ ٤ ، مسند أحمد ١ : ٣٩٨ ، ٤٠٦. وغيرها من المصادر.