مؤلفه من إبراز لمظالم تعرض لها شيعة أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، ولا يزالون كذلك إلى اليوم في العراق وفي باكستان ، يدفعون ضريبة موالاة الأطهار عليهمالسلام ، ويتقرب بهم فسقة السلفية والوهابية إلى شياطينهم.
وكان دليلاً آخر ، أعتمده عندي ، ويقيناً إزداد لديّ ، من أنّ الذي لا يراعي حرمة الإنسان ، فضلاً عن كونه موحّداً ومؤمناً بالنبيّ الخاتم صلىاللهعليهوآله ، لا يصحّ اعتباره مسلما ولا حتّى إنساناً ، بماذا سيبرّر هؤلاء القتلة أنفسهم يومٍ الحساب الأكبر ، أمّا الحساب الأصغر فهو قريب منهم لا محالة ، ولا أرى تكالبهم على المسلمين الشيعة ، إلّا شعوراً منهم بالخطر الذي سيداهمهم وعقائدهم الفاسدة ، ويعرّضهما للفناء ، خروج ذلك المصلح العظيم ، الذي تبرأوا منه لعلمهم بأنّه ليس من خطهم.
لقد جاء الإسلام كشريعة ودين خاتم ، ليشيع الأمل ويبعث الرجاء بين معتنقيه ، من أنّ هذا الدين سيكون في يوم من الأيام مهيمناً على الدين كلّه ، فقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) (١).
وبما أنّ الظهور الحقيقي بكلّ معانيه وأبعاده ، لم يتحقق في عصر الرسالة وما تلاه ، ولم تسعد البشرية كلّها تحت ظلّه ، الذي لم يمتد ليعمّ الأرض بأكملها ، فإنّ الأمل يحدونا في يوم حقيقي يخرج فيه ذلك المصلح العظيم عجّل الله تعالى فرجه ، لينصر الدين الخاتم ، وهو اليوم الذي تنبّأ به الوحي ، وذكرته الآيات القرآنية مجملاً.
الروايات في أغلبها ذكرت بأنّ المهدي المنتظر هو من سلالة علي وفاطمة عليهما السلام ، فقد أخرج أبو داود في سننه بإسناده عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « المهدي من عترتي من ولد فاطمة » (٢).
_________________
(١) التوبة : ٣٣.
(٢) سنن أبي داود ٢ : ٣١٠.