١٢ ـ كشف : من كتاب الدلائل للحميريّ عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ عليهالسلام جاء محمّد بن الحنفيّة إلى عليِّ بن الحسين فقال له : يا ابن أخي أنا عمّك وصنو أبيك وأسنُّ منك ، فأنا أحقُّ بالامامة والوصيّة ، فادفع إليَّ سلاح رسول الله ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ اتّق الله ، ولا تدَّع ما ليس لك ، فانّي أخاف عليك نقص العمر ، وشتات الأمر ، فقال له محمّد بن الحنفيّة : أنا أحقُّ بهذا الأمر منك ، فقال عليُّ بن الحسين : يا عمِّ فهل لك إلى حاكم نحتكم إليه ؟ فقال : ومن هو ؟ قال : الحجر الأسود .
قال : فتحاكما إليه فلمّا وقفا عنده قال له : يا عمِّ تكلّم ، فأنت المطالب قال : فتكلّم محمّد بن الحنفيّة فلم يجبه ، قال : فتقدَّم عليُّ بن الحسين فوضع يده عليه وقال : اللّهمَّ إنّي أسئلك باسمك المكتوب في سرادق البهاء ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق العظمة وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق القوَّة ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق الجلال ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السلطان ، وأسئلك باسمك المكتوب في سرادق السرائر ، وأسئلك باسمك الفائق الخبير البصير ، ربّ الملائكة الثمانية ، وربِّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وربّ محمّد خاتم النبيّين لمّا أنطقت هذا الحجر بلسان عربيّ فصيح ، يخبر لمن الامامة والوصيّة بعد الحسين بن عليّ ؟
قال : ثمَّ أقبل عليُّ بن الحسين على الحجر فقال : أسئلك بالّذي جعل فيك مواثيق العباد ، والشهادة لمن وافاك ، إلّا أخبرت لمن الامامة والوصية بعد الحسين ابن عليّ ؟ فتزعزع الحجر حتّى كاد أن يزول من موضعه ، وتكلّم بلسان عربيّ فصيح ، يقول : « يا محمّد سلّم سلّم إنَّ الامامة والوصيّة بعدالحسين لعليِّ بن الحسين » قال أبو جعفر عليهالسلام : فرجع محمّد بن عليّ ابن الحنفيّة وهو يقول : بأبى عليّ (١) .
١٣ ـ كشف : من كتاب دلائل الحميريّ عن مولى لأبي عبد الله عليهالسلام قال : كنّا مع أبي الحسن عليهالسلام حين قدم به البصرة ، فلمّا أن كان قرب المدائن ركبنا في أمواج كثيرة وخلّفنا سفينة فيها امرأة تزفُّ ، إلى زوجها ، وكانت لهم جلبة (٢) فقال :
______________________
(١) كشف الغمة ج ٢ ص ٣٠٩ . |
(٢) الجلبة : اختلاط الاصوات . |