لِلرَّحْمَـٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا ، فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ، فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ، ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ .
وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ، كذلك أيّها المولود اخرج سويّا باذن الله عزَّ وجلَّ .
ثمَّ تعلّق عليها ، فاذا وضعت نزع منها ، واحفظ الاٰية أن تترك منها بعضها أو تقف على موضع منها حتّى تتمّها وهو قوله تعالى « وَاللَّـهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا » فان وقفت ههنا خرج المولود أخرس ، وإن لم تقرأ « وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » لم يخرج الولد سويّاً (١) .
٥٨
* ( باب ) *
* « ( عوذة الحيوانات من العين وغيرها ) » *
١ ـ طب : أحمد بن الحارث ، عن سليمان بن جعفر ، عن موسى بن جعفر عن آبائه عليهمالسلام في عوذة الحيوان ، وقال : هي محفوظة عندهم « بسم اللّٰه الرَّحمـن الرَّحيم ، بسم الله وبالله ، خرج عين السّوء من بين لحمه وجلده وعظمه وعصبه وعروقه ، فلقيها جبرئيل وميكائيل صلوات الله عليهما ، فقالا : أين تذهبين أيّتها اللعينة (٢)
______________________
(١) طب الائمة ص ٩٨ ـ ٩٩ .
(٢) في المصدر : أيتها العينة وكذا فيما يأتي .