فبهنَّ عصيتك ربّي ، ولم يكن ذلك جزاءك ولا شكرك منّي ، وقد خفت أن أكون قد أوبقت نفسي ، واستهلكتها بجرمي ، فاستوجبت العقوبة منك ، ليس دونك أحد يأويني ، ولا يطيق ملجائي ، ولا من عقوبتك ينجيني ، ولا يغفر ذنباً من ذنوبي وكلٌّ قد شغل بنفسه عنّي ، بارزتك بسوءتي ، وباشرت الخطايا وأنت تراني في سرِّي منها وعلانيتي ، وأظهرت لك ما أخفيت من الناس فاستترت من ذنوبي ولا يروني فيعيبوني استحياء منهم ، ولم أستحيك .
إلهي قد أنست إلى نفسي ، وقذفتني في المهالك شهواتي ، وتعاطت ما تعاطت وطاوعتها فيما مضى من عمري ، ولا أجدها تطيعني ، أدعوها إلى رشدها فتأبى أن تطيعني وأشكو إليك ربِّ ما أشكوا لتصرخني وتستنقذني .... ثمَّ تسأل حاجتك (١) .
أقول : وجدت بخطِّ الشيخ محمّد بن عليّ الجبعيّ ـ رحمه الله ـ قال : قال لشيخ الشهيد ابن مكيّ قدَّس الله روحه نقلت من خطّ مغربيّ حدَّث معافى بن المتوكّل ، عن الاسكندرانيّ ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ثقة أنَّ عليّاً عليهالسلام لمّا حضرته الوفاة قال للحسن ابنه عليهالسلام اُعلّمك شيئاً أصله من كتاب الله علّمنيه النبيّ صلّى الله عليه وآله فإذا أردت أن تدعو الله به ، فادع به بعد صلاة الغداة ، أو بعد صلاة العصر ، ثمَّ سمِّ ما أردت من حوائجك ، واعلم أنّك إذا ابتدأت به وكل الله بك ألف ملك يستغفرون لك ، واُعطي كلُّ ملك قوَّة ألف ملك في سرعة الاستغفار ويبني لك ألف قصر في الجنّة وعشت ما عشت في الدُّنيا منعّماً ، ولا يصيبك فيها قتر ولا خلّة ، ولا تسأل أحداً من الدُّنيا كائناً ما كان إلّا قضى لك ، قل :
« سبحان الله والحمد لله ، ولا إله إلّا الله والله أكبر ، ولا حول ولا قوَّة إلّا بالله ، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون ، وله الحمد في السموات والأرض وعشيّاً وحين تظهرون ، يخرج الحيَّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيِّ ، ويحيي الأرض بعد موتها ، وكذلك تُخرجون ، سبحان ربّك ربِّ العزّة عمّا يصفون ، و سلام على المرسلين ، والحمدُ لله ربّ العالمين .
______________________
(١) مهج الدعوات ص ٣٩٠ ـ ٣٩٣ .