المسلمين (١).
٣ ـ وأيام حجة الوداع ، في خطبتها الشهيرة ، قال صلىاللهعليهوآلهوسلم ما جاء في سياق الوصية ومنها : « إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ». ولهذا الحديث ألفاظ عديدة جداً تتفق كلها على مضمون واحد وهو حديث متواتر كذلك (٢).
وفي أيام حجة الوداع أيضاً كانت آية التبليغ كما في الغدير وغيره ، كما يسمّيها المفسرون ، والتي تقول :
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (٣). ونريد أن نقف قليلاً عند هذا البلاغ ..
فالآية غريبة في دلالتها لأنَّها نزلت قبل أشهر قليلة من وفاة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبمعنىٰ آخر أنَّها نزلت وأحكام الدين كاملة تماماً. فالصلاة مفروضة ، والصيام كذلك ، والحجُّ والزكاة وكل الواجبات
__________________
٤ : ١٨٧٣ ح / ٢٤٠٨ من عدَّة طرق ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٤٨.
(١) اُنظر : البداية والنهاية ٥ : ٢٣٣.
(٢) مسند أحمد ٥ : ١٨٢ ، ١٨٩ و ٣ : ١٧ ، صحيح مسلم / كتاب فضائل الصحابة ٤ : ١٨٧٣ / ٢٤٠٨ بعدّة طرق ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ / ٣٧٨٨ ـ كتاب المناقب وقبله / ٣٧٨٦ ، مستدرك الحاكم ٣ : ١٤٨ ، الخصائص / النسائي : ٢١ ، مصابيح السنة ٤ : ١٨٥ / ٤٨٠٠ و ١٩٠ / ٤٨١٦ ، ومجمع الزوائد ٩ : ١٦٣ ـ ١٦٤ ، الجامع الصغير ١ : ٢٤٤ / ١٦٠٨ ، الصواعق المحرقة باب ١١ فصل ١ : ١٤٩ ، الخصائص الكبرى / السيوطي ٢ : ٤٦٦ ، تاريخ اليعقوبي ٢ : ١١٢.
(٣) سورة المائدة : ٥ / ٦٧.