ظئرى
من يده وقالت : لأنت أعته منه واحن ، ولو علمت ان هذا يكون من قولك ما أتيتك به ، ثم احتملوني وردوني الى أهلي فأصبحت مغموماً مما دخل بي ، وأصبح أثر الشق ما بين صدري الى منتهى عانتي كأنه شراك فذاك حقيقة قولي وبدء شأني ، فقال العامري : اشهد ان لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن امرك حق فأنبئني بأشياء أسألك عنها ، قال سل عنك ، وكان صلى الله عليه و ( آله ) وسلم يقول للسائلين قبل ذلك : سل عما بدا لك ، فقال يومئذٍ للعامري : سل عنك ـ فإنها لغة بني عامر ـ فكلمه بما يعرف ، فقال العامري : اخبرني يا ابن عبد المطلب ماذا يزيد في الشر ؟ قال : التمادي ، قال : فهل ينفع البر بعد الفجور ؟ قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم : نعم ان التوبة تغسل الحوبة ، وإن الحسنات يذهبن السيئات ، فإذا ذكر العبد ربه في الرخاء أعانه عند البلاء ، قال العامري : وكيف ذلك يا بن عبد المطلب ؟ فقال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم ذلك بأن الله يقول لا أجمع لعبدي ابداً أمنين ، ولا أجمع له ابداً خوفين ، إن هو امنني في الدنيا خافني يوم اجمع فيه عبادي ، وان هو خافني في الدنيا أمنته يوم اجمع فيه عبادي في حظيرة القدس ، فيدوم له امنه ولا امحقه فيمن امحق ، فقال العامري : يا بن عبد المطلب الى ما تدعو ؟ قال : ادعو الى عبادة الله وحده لا شريك له ، وأن تخلع الأنداد ، وتكفر باللات والعزى ، وتقر بما جاء من الله من كتاب ورسول ، وتصلي الصلوات الخمس بحقائقهن ، وتصوم شهراً من السنة ، وتؤدي زكاة مالك ، فيطهرك الله به ، ويطيب لك مالك ، وتحج البيت اذا وجدت اليه سبيلاً ، وتغسل من الجنابة ، وتقر بالبعث بعد الموت وبالجنة والنار ، قال يا بن عبد المطلب : فاذا انا فعلت هذا فمالي ؟ قال النبي صلى الله عليه و ( آله ) وسلم (
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّىٰ )
. قال : يا بن عبد المطلب هل مع هذا من الدنيا شيء فإنه يعجبنا الوطأة في العيش ، فقال النبي صلى الله عليه