او الفالق بمعنى الخالق ، وعن ابن عباس والضحاك : الفلق بالسكون بمعنى الخلق. واما الفلق بالتحريك ، فهو ضوء الصبح ، لانه بمعنى مفعول.
* قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم ديناً قيماً ملة ابراهيم حنيفاً وما كان من المشركين. [ الآية : ١٦١ ]
قال راغب الاصفهاني في مفرداته : الملة كالدين ، وهما اسمان (١) لما شرع الله لعباده على لسان الانبياء ، ليتوصلوا بها الى جوار الله.
والفرق بينها وبين الدين ، ان الملة لا تضاف الا الى النبي الذي تستند اليه ، نحو « اتبع ملة ابراهيم » (٢).
ولا تكاد توجد مضافة الى الله ، ولا الى آحاد امة النبي ، ولا تستعمل الا في جملة الشرائع دون آحادها ، فلا يقال للصلاة : ملة الله ، كما يقال : دين الله ، واصل الملة ، من امللت الكتاب (٣) انتهى.
ويرد عليه ما في الصحيفة السجادية الملقبة بزبور آل محمد ـ صلى الله عليه وآله : اللهم وثبت على طاعتك نيتي ـ الى قوله ـ عليه السلام : وتوفني على ملتك وملة نبيك محمد اذا توفيتني.
حيث اضاف الملة الى الله تعالى. الا ان يقال : المراد انها لا تضاف الى خصوص لفظة الجلالة ، وهو عن السياق بعيد.
____________
(١) في المصدر : وهو اسم.
(٢) النحل : ١٢٣.
(٣) مفردات الراغب : ٤٧١ ـ ٤٧٢.