بقدميه تبركاً واحتراماً ، والصلاة في اهاب الميتة بعد دبغه وان جازت على مذهب الخصم ، الا ان المانع لا مذهب له.
نعم لا تجوز الصلاة بل الانتفاع مطلقاً باهابها ، وان دبغ على مذهبه ـ عليه السلام ـ ومذهب شيعته ، وهذا كلام آخر لا يكون حجة عليهم ، وهو ـ عليه السلام ـ في صدد الاحتجاج عليهم ، فتأمل.
ثم قال القمي : قلت فأخبرني يا مولاي عن التأويل فيهما ، قال : ان موسى ـ عليه السلام ـ ناجى ربه بالواد المقدس ، فقال : يا رب اني قد اخلصت لك المحبة مني ، وغسلت قلبي عمن سواك ، وكان شديد المحبة لاهله ، فقال الله تبارك وتعالى : « اخلع نعليك » أي : انزع حب اهلك من قلبك ان كانت محبتك لي خالصة ، وقلبك من الميل الى من سواي مغسولاً (١) انتهى.
وبين شدة محبته لاهله واخلاصها لله وغسله قلبه عما سواه منافرة ، والتعبير عن نزع حب الاهل بخلع النعلين بصيغة التثنية بعيد.
وفي معاني الاخبار : اخلع نعليك اي ارفع خوفيك ، يعني خوفه من ضياع اهله ، وقد خلفها تمخض ، وخوفه من فرعون ، ثم قال : وروي ان نعليه كانتا من جلد حمار ميت (٢).
وقيل : « فاخلع نعليك » اي : فرغ قلبك عن ذكر الدارين.
وقيل : معناه فرغ قلبك من الاهل والمال.
وفي الفقيه سئل الصادق ـ عليه السلام ـ عن قول الله عز وجل لموسى « فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى » قال : كانتا من جلد حمار ميت (٣).
____________
(١) كمال الدين : ٤٦٠.
(٢) علل الشرائع : ٦٦. روي في كتاب علل الشرائع هذين الحديثين اعني كونهما من جلد حمار ميت وقوله « ارفع خوفيك » مسندين عن الصادق ـ عليه السلام ـ « منه » البحار : ١٣ / ٦٣.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٢٤٨ ، برقم : ٧٥٠.