القرآن كالاهاب (١).
وقال ابن الانباري : معناه ان النار لاتبطله ، ولا تقلعه من الاسماع التي وعته ، والافهام التي حصلته ، كقوله في الحديث الاخر : وانزلت عليك كتابا لا يغسله الماء. اي : لا يبطله ، ولا يقلعه من الاوعية الطيبة ومواضعه ؛ لان وإن غسله الماء في الظاهر ، لا يغسله بالقلع من القلوب.
وعند الطبراني من حديث عصمة بن مالك : لو جمع القرآن في اهاب ما احرقته النار (٢).
وعنده من حديث سهل بن سعد : لو كان القرآن في اهاب ما مسته النار (٣).
ولنا في تلك المسألة رسالة مفردة جامعة للاقوال ، محتوية على اكثر ما يمكن ان يتمسك في الاستدلال ، فليطلب من هناك حقيقة الحال ، والصلاة على محمد وآله خير آل.
٥ ـ فائدة
[ اول ما نزل من القرآن المجيد ]
مختار كثير من العلماء ان فاتحة الكتاب عندهم اول السور نزولاً.
وفي رواية : اول ما نزل من القرآن « بسم الله الرحمن الرحيم * اقرأ باسم ربك » وآخره « اذا جاء نصر الله » (٤).
وقيل : اول سورة نزلت هي المدثر.
وقيل : هي سورة القلم.
____________
(١) نهاية ابن الاثير : ١ / ٨٣.
(٢) كنز العمال : ١ / ٥١٧ ، برقم : ٢٣١٣.
(٣) كنز العمال : ١ / ٥٣٦ ، برقم : ٢٤٠٤.
(٤) اصول الكافي : ٢ / ٦٣٨ ح ٥.