العدالة لغة : الاستواء والاستقامة ، ويطلق على ضد الظلم وعدم الاخلال بالواجب وترك فعل القبيح.
ومنه ما ورد : وبالعدل قامت السموات والارض. لان المراد بعدله تعالى انه لا يفعل القبيح الذي هو الاخلال بالواجب.
وقيل : العدل التقسيط على سواء ، فتارة يراد به السواء باعتبار المقدار ، ومنه « ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء » (١) اي : في مقدار المحبة ، اشارة الى ما عليه جبلة الانسان من ان الانسان لا يقدر ان يسوي بينهن في المحبة ، وتارة باعتبار الحكمة والانتظام.
ومنه ما روي : بالعدل قامت السموات والارض. تنبيهاً على انه لو كان شيء مما قامتا به زائدا عما هو عليه ، او ناقصا عنه على غير ما اقتضته الحكمة ، لم يكن العالم منتظما ، وانتظامه بتقدير ذلك على ما يليق بقوامه وقيامه ، ومتى وصف الله سبحانه بالعدل ، فانما يراد ان افعاله واقعة على نهاية الحكمة البالغة والانتظام انتهى.
وقد يطلق على الفريضة ، ومنه ما ورد : من اكل حراما لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً. الصرف النافلة ، والعدل الفريضة. فدل على ان آكل الحرام لا نافلة له ولا فريضة ، الا ان يفرق بين القبول والاجزاء.
وقال صاحب الكشاف في قوله تعالى : « ولا يقبل منه شفاعة ولا يؤخذ منها عدل » (٢) اي فدية لانها معادلة للمفدي ، ثم قال : ومنه الحديث لا يقبل منه صرف ولا عدل. اي : توبة ولا فدية (٣). وعلى هذا فالامر اشكل.
وفي القاموس : العدل ضد الجور ، وما قام في النفوس انه مستقيم
____________
(١) النساء : ١٢٩.
(٢) البقرة : ٤٨.
(٣) الكشاف : ١ / ٢٧٩.