كالعدالة والعدولة ، وعدل الحكم تعديلاً اقامه ، وفلاناً زكاه ، والميزان سواه ، والفريضة ، والنافلة ، والسوية ، والاستقامة (١).
وفي كتاب عدة الداعي لابن فهد في شرح اسماء الله الحسنى : العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ، والعدل من الناس المرضي قوله وفعله وحكمه (٢).
ونحوه في نهاية ابن الاثير ، الا انه زاد فقال : وهو في الاصل مصدر اسمي فوضع موضع العادل ، وهو ابلغ منه لانه جعل المسمى نفسه عدلاً (٣).
ومنه ما ورد في الخبر : احب الناس الى الله واقربهم منه السلطان العادل ، وابغضهم اليه وابعدهم منه السلطان الجائر (٤).
دلت المقابلة على ان العدل ضد الجور ، كما تقدم فيما نقلناه عن القاموس.
وقال الواسطي : العدل ان لا تحرك جميع الاعضاء الا لله تعالى.
وقال الحكماء : اصول الفضائل الخلقية ثلاثة : الشجاعة ، والعفة والحكمة ، ومجموعها العدل.
واعلم ان العدل اصل كل خير ، وعليه مدار كل امر ، وبه قامت السموات والارض ، وهو ميزان الله القسط في الدنيا والاخرة.
وهو : اما بالقوة فهيئة نفسانية يطلب بها المتوسط بين الافراط والتفريط ، واما بالفعل فالامر المتوسط بين طرفي الافراط والتفريط.
فالاعتبار الاول قيل : هو اصل الفضائل كلها ، من حيث ان صاحبه يكسب به جميع الفضائل.
____________
(١) القاموس : ٣ / ١٣.
(٢) عدة الداعي : ٣٠٦.
(٣) نهاية ابن الاثير : ٣ / ١٩٠.
(٤) كنز العمال : ٦ / ٩.