بذلك فنزلت.
وفي الدر المنثور ، أخرج ابن أبي شيبة والترمذي ـ وحسنه ـ وابن جرير وابن مردويه عن علي قال : جاء جبرئيل إلى النبي صلىاللهعليهوآله فقال : يا محمد إن الله قد كره ما صنع قومك في أخذهم الأسارى ، وقد أمرك أن تخيرهم بين أمرين : إما أن يقدموا فتضرب أعناقهم ـ وبين أن يأخذوا الفداء على أن يقتل منهم عدتهم ، فدعا رسول الله صلىاللهعليهوآله الناس فذكر ذلك لهم ـ فقالوا : يا رسول الله عشائرنا وأقوامنا نأخذ فداءهم ـ فنقوى به على قتال عدونا ، ويستشهد منا بعدتهم فليس في ذلك ما نكره ـ فقتل منهم يوم أحد سبعون رجلا عدة أسارى أهل بدر.
أقول : ورواه في المجمع عن علي عليهالسلام ، وأورده القمي في تفسيره.
وفي المجمع ، في قوله تعالى : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ ) الآيات ـ عن الباقر عليهالسلام نزلت في شهداء بدر وأحد معا.
أقول : وعلى ذلك روايات كثيرة رواها في الدر المنثور وغيره وقد عرفت أن معنى الآيات عام شامل لكل من قتل في سبيل الله حقيقة أو حكما وربما قيل : إن الآيات نازلة في شهداء بئر معونة ، وهم سبعون رجلا أو أربعون من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله أرسلهم لدعوة عامر بن الطفيل وقومه وكانوا على ذلك الماء فقدموا أبا ملحان الأنصاري إليهم بالرسالة فقتلوه أولا ثم تتابعوا على أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله فقاتلوهم فقتلوهم جميعا رضي الله عنهم.
وفي تفسير العياشي ، عن الصادق قال : هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة ، واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل ـ علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل ـ فاستبشروا بمن لم يلحقوا بهم ـ من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين.
أقول : وهو من الجري ، ومعنى علمهم واستيقانهم بأنهم كانوا على الحق أنهم ينالون ذلك بعين اليقين بعد ما نالوه في الدنيا بعلم اليقين لا أنهم كانوا في الدنيا شاكين مرتابين.
وفي الدر المنثور ، أخرج أحمد وهناد وعبد بن حميد وأبو داود وابن جرير وابن المنذر والحاكم ـ وصححه ـ والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما أصيب إخوانكم بأحد ـ جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ـ ترد أنهار