دعا » (١) وهو المعنيى الأكثر شهرة وإليه يذهب أغلب أهل اللغة وجمهورها حيث تؤكده الشواهد الشعرية الجاهلية ، جاء في جامع البيان : « أما الصلاة في كلام العرب فإنّها الدعاء » (٢).
قال الأعشى (٣).
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا |
|
يا رب جنّب أبي الأوصاب والوجعا |
عليك مثل الذي صليت فاغتمضي |
|
نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا |
مثل الذي صليت بمعني مثل الذي دعيت لي.
وقال كذلك :
وقابلها الريح في دنّها |
|
نوماً فإن لجنب المرء مضطجعا (٤) |
« ارتسم الرجل : كبر ودعا » (٥).
ويمكن أن نقول : إن الصلاة « حقيقة في الدعاء مجاز لغوي في الهيئات المخصوصة المشتملة عليه » (٦) والمقصود بالهيئات المخصوصة المعاني الأخري للصلاة ومثل هذا الرأي ـ ولاريب ـ معقول ومقبول وذلك « لورود الصلاة بمعني الدعاء قبل تشريع الصلاة المشتملة علي الركوع والسجود ولورودها في كلام من لا يعرف بالهيأة المخصوصة » (٧) ثم إنّ تواتر استعمال
__________________
(١) الجامع ١٦٨ : ١.
(٢) جامع البيان / الطبري ١٠٤ : ١.
(٣) ديوان الأعشى / ميمون بن قيس : ١٠١.
(٤) ديوان الأعشى : ٣٥. والبيت الذي قبله :
وصهباء طاف بها يهوديها |
|
وأبرزها وعليها ختم |
(٥) الجامع ١٦٨ : ١.
(٦) حاشية السيد الشريف الجرجاني علي تفسير الكشاف ١٠٠ : ١.
(٧) كشاف الفنون / التهانوي٨٥٩ : ٤.