لا يكون إلاّ عن يد والحمد يكون عن يد وعن غير يد » (١) بمعني آخر أن « الشكر لا يقال إلاّ في مقابل نعمة فكل شكر حمد وليس كل حمد شكر » (٢).
فضلاً عن ذلك فإن الحمد يقال على الأمر « المجبوب والمكروه ، ولا يكون الشكر إلاّ علي المجبوب » (٣).
وفي الاستعمال القرآني جاء الشكر ـ كما الحمد ـ منسوباً غالباً لله عزّوجلّ مصدر النعمة ومفيضها على الوجود قال تعالى : ( يا أيّها الّذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون ) (٤). (٥)
وفي موضع واحد عقب بعد الأمر بالشكر له سبحانه بشكر الوالدين لعظم منزلتهما وجلالهما عنده تعالى ولأثرهما الكبير في نشأة الابن وتربية حتى كبره فقد أمر بشكرهما وهذا هو الموضع الوحيد في القرآن الذي ينسب الشكر فيه للمخلوق كنايةً عن الخالق قال جلّ وعلا : ( ووصّينا الإنسان بوالديه حملته أمّه وهنًا على وهنٍ وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ) (٦).
ومن خلال ما سلف تظهر دلالة الدعاء في لفظي الحمد والشكر ونسبتهما في القرآن لله تعالى وسنواليهما بلفظين آخرين يحملان معنى الدعاء ذاته
__________________
(١) لسان العرب : مادة ( شكر ) ، ظ : مجمع البيان ٤٤ : ١.
(٢) معجم مفردات ألفاظ القرآن : ١٣٠ ، ظ : كشاف الفنون ٧٤٧ : ٣.
(٣) بيان إعجاز القرآن / الخطابي ( ضمن ثلاث رسائل في إعجاز القرآن ) : ٣٠.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٧٢.
(٥) ظ : الآيات في السياق نفسه ( سورة النحل : ١٦ / ١٤ ، سورة لقمان : ٣١ / ١٢ ).
(٦) سورة لقمان : ٣١ / ١٤.