سبحانك فقنا عذاب النّار ) (١) وقال سبحانه على لسان أهل الجنة : ( دعواهم فيها سبحانك اللّهم وتحيّتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين ) (٢).
وقال جلّ شأنه على لسان يونس : ( ... فنادى في الظّلمات أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين ) (٣).
ولابّد من القول إن هذه الألفاظ ـ الصلاة والحمد والتسبيح وغيرها ـ متداخلة الدلالات والمعاني ، فكل لفظ منها يحمل معنى الآخر ، وفي نهاية الأمر تدخل كلها ضمن حيز الدعاء والطلب وعليه فقد اقترن التسبيح ضمن بعض سياقاته في القرآن الآمر بحمد الله عزّوجلّ لأنّ « التحميد يدل على التسبيح دلالة التضمّن فإن التسبيح يدل على كونه مبرأً في ذاته وصفاته عن النقائض والتحميد يدل مع حصول تلك الصة كونه محسناً إلي الخلق منعماً عليهم رحيماً بهم فالتسبيح إشاة إلى كونه تعالى تامّاً والتحميد يدل على كونه تعالى فوق التمام » (٤) فلنستمع لقوله تعالى : ( فسبّح بحمد ربّك وكن من السّاجدين ) (٥) وقوله عزّ ذكره : ( فاصبر إنّ وعد الله حقّ واستغفر لذنبك وسبّح بحمد ربّك بالعشيّ والإبكار ) (٦). (٧)
__________________
(١) سورة آل عمران : ٣ / ١٩١.
(٢) سورة يونس : ١٠ / ١٠.
(٣) سورة الأنبياء : ٢١ / ٨٧.
(٤) مفاتيح الغيب ٢٨٨ : ١.
(٥) سورة الحجر : ١٥ / ٩٨.
(٦) سورة غافر : ٤٠ / ٥٥.
(٧) ظ : الآيات التالية في السياق نفسه : ( سورة السجدة : ٣٢ / ١٥ سورة غافر :