الأسبابب ومصدر القوى وفي هذا بعض من مفهوم الدعاء.
وجاءت الاستعاذة في القرآن على نحو سبع عشرة مرة في ستة تصاريف (١) حملت معنى الاعتصام واللجوء إليه تعالى وكما توسّط الدعاء بين الحثّ والاستجابة نرى في الاستعاذة حثّاً واستجابة قال تعالى : ( وإمّا ينزعنّك من الشّيطان نزع فاستعذ بالله إنّه سميع عليم ) (٢) وقال عزّ من قائل : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشّطان الرّجيم ) (٣) أما مجيء الاستعاذة متعلقه بإجابتها ففي قوله سبحانه على لسان يوسف : ( ... قال معاذ الله إنّه ربّي أحسن مثواي إنّه لا يفلح الظّالمون ) (٤) وإجابته أن « أعطاه الله تعالى خلعتين : صرف السوء والفحشاء حيث قال تعال : ( ... لنصرف عنه السّوء والفحشاء ... ) (٥) » (٦).
أما المستعيذ : فلقد تعددت أشخاصه وجاءت الاستعاذة غالباً على لسان أنبيائه تعالى قال عزّوجلّ على لسان موسى : ( .. قال أعوذ بالله أن أكون من
__________________
(١) ظ : المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم : مادة ( عوذ ). وقد غفل الأستاذ عبد الرزاق نوفل في كتابه الإعجاز العددي للقرآن الكريم عن العدد الدقيق الذي وردت فيه الاستعذة في القرآن حيث ذهب إلى إنها تكررت في إحدى عشرة مرة كما تكرر ورود إبليس بالعدد نفسه والصحيح أنها وردت في سبع عشرة مرة.ظ : الإعجاز العددي القرآن الكريم : ٩٧.
(٢) سورة الأعراف : ٧ / ٢٠٠.
(٣) سورة النحل : ١٦ / ٩٨.
(٤) سورة يوسف : ١٢ / ٢٣.
(٥) سورة يوسف : ١٢ / ٢٤.
(٦) مفاتيح الغيب ٧٢ : ١.