معناه اللغوي واستعماله المجازي واستخدامه القرآني :
تأتي مادة عوذ لمعنيين الأول أصل والثاني يلحق به وقد بيّنهما ابن فارس في قوله : « العوذ : الالتجاء إلي الشيء ـ وهذا أولاً ـ ويحمل عليه كل شيء لصق بشيء أو لازمه » (١) ثانياً وجاءت الاستعاذة في كلام العرب بمعنى « الاستجارة والتحيّز إلى الشيء على معنى الامتناع به من المكروه » (٢).
والعوذ كذلك اللوذ والاعتصام ويقال « عاذ به أي لاذ به ولجأ إليه واعتصم » (٣) ومن المجاز في استخدام اللفظ « طير عياذ وعوذ عائذة بجبل وغيره مما يمنعها » (٤).
هذا مجمل معنى اللفظ في كلام العرب أما عن استعمال القرآن فإننا نرى تشابهاً كبيراً في أركان الاستعاذة والدعاء فالاستعاذة لا تصدر إلاّ عن طرف أدنى إلى من هو أعلى رتبة وبهذا يتحقق معنى الدعاء.
وقد بيّن الرازي أركان الاستعاذة وقسمها على خمسة أقسام هي « الاستعاذة والمستعيذ والمستعاذ به والمستعاذ منه والشيء الذي لأجله تحصل الاستعاذة » (٥) وسنحدد مظاهر هذا التقسيم على مستوى النص القرآني :
أما الاستعاذة : فهي باب الاعتصام بالله والركون إلى رعايته وهجر أوهام الفكر المتعلقة بغيره من قوى واهنة وقدرات زائفة فإنه جلّ وعلا سبب
__________________
(١) مقاييس اللغة : باب العين والواو وما يثلثهما (عوذ) ظ : المفردات : ٣٦٥.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٨٩ : ١.
(٣) لسان العرب : مادة (عوذ).
(٤) لسان العرب : مادة (عوذ).
(٥) مفاتيح الغيب ٨٠ : ١.