يتّصل بذلك من الأحديث والآثار وأقوال العلماء كظاهرة بيانية لها طريقها في الخطاب القرآني وبنائه الفنّي المعجز ناظراً في ألفاظها وسياقها ونظمها المتناسق بعين أهل البيان من المفسّرين والنحويين والبلاغين.
وبناء علي ذلك التمست بعض مظاهر ودلالات الدعاء في ثلاث فصول :
اختصّ الأول بالكشف عن معاني الدعاء في القرآن الكريم.
وتناول الثاني صيغ الدعاء وصوره في القرآن الكريم.
وجاء الفصل الثالث ليكشف عن معالم الدعاء وأنواعه في القرآن الكريم.
وعلي الرغم من اكتمال البحث عن مظاهر الإعجاز البياني المختصّة لآيات الدعاء في القرآن الكريم من المجاز والاستعارة والتشبيه والكناية بفصل رابع وكذلك الكتمال بحث المعاني النحوية والمحسنات البديعية اللفظية والمعنوية في أدعية القرآن المجيد في فصل خامس إلاّ أني آثرت تقديم الفصول الثلاثة الأولي في هذه الدراسة فحسب تلبية لرغبة الناشر وطموحنا في تطوير الفصلين المذكورين ونشرهمافي كتاب آخر.
وهنا لابدّ من أن أقرّ علي نفسي بالقصور والتقصير في محاولتي الوقوف علي ظاهرة الدعاء في كتاب الله جلّ جلاله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وعذري في ذلك أن أرتشف هداه وأن أبصر بنوره فإن وفّقفت وأحسنت فهذا ما لا يسعني شكره إلاّ بنعمةٍ ترقي بي لشكره وحمده تعالي ، وإن كان غير ذلك فهذا ما لا يطاق حمله ولا الصبر عليه إلاّ بدعاءٍ مخلص مقرّ بالذنب مستغفر منه راجٍ الهداية لما فيه سلامة اليوم وفوز الغد إن شاءالله تعالي وهو حسبي ومجيبي وله الحمد أولاً وآخراً علي ما أنعم وأكرم.