إليه تعالى بلفظ ( عبادي ) (١).
ومن اللطائف الخطابية في هذه الآية أنّها تجاوزت الوساطة بين الخالق وعباده وذلك من خلال اتقراء مواضع السؤال والجواب في الكتاب العزيز حيث نلحط اقتران الجواب في التعبير القرآني بلفظ ( قل ) في جميع الآيات التي يتقدّمها السؤال وذلك أمر منه تعالى لنبيّه الأمين بإجابتهم ومن ذلك قوله تعالى :
( ... ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبيّن الله لكم الآيات ... ) (٢). (٣)
أما في هذه الآية فقد تولّى سبحانه وتعالى الإجابة عن السؤال بنفسه ولم يصرح بلفظ ( قل ) ( وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان ... ) (٤) وفي هذا غاية التكريم وأرفع درجات التشريف لعباده الداعين يقول الفخر الرازي في تعليقة على هذه الآية : « كأنّه سبحانه وتعالى يقول واسطة بيني وبينك » (٥).
ومن جمال الآية وسموها أنّه أكّد قربه بـ ( إنّ ) في ( فإنّي ) (٦) ولم يقل سبحانه
__________________
(١) ظ : الطراز ٢٦٧ : ٣.
(٢) سورة البقرة : ٢ / ٢١٩.
(٣) ظ : في هذا المعنى سورة البقرة : ٢١٥ ، ٢١٧ ، ٢١٩ ، ٢٢٠ المائدة : ٤ الأعراف : ١٨٧ الكهف ٨٣ وغيرها.
(٤) سورة البقرة : ٢ / ١٨٦.
(٥) مفاتيح الغيب / الفخر الرازي ١٠٧ : ٥ ظ : البرهان / الزركشي ٥٤ : ٤.
(٦) ظ : الميزان ٣٠ : ١.